علم النفس : تعريفه ونشأته
تعريف علم النفس psychology
هو علم دراسة السلوك وتفسيره والتحكيم القائم على قواعد محددة ومضبوطة لفهم الظواهر السلوكية للإنسان ومحاولة تفسيرها فى ضوء خصائصها العامة ، والتنبؤ بإمكان حدوثها مستقبلاً فى مواقف معينة ، ووفق درجة من الاحتمالية . ويطلق على هذه القواعد المحددة المضبوطة ( المقننة ) اسم (المنهج) .وأحد فروع علم النفس يهتم بدراسة السلوك الحيواني بهدف توفير الكثير من الخصائص حول السلوك الإنسانى هدف علم النفس .
الهدف البعيد لعلم النفس هو التوصل إلى القوانين السلوكية التى تحكم السلوك بما يساعد على التحكم فيه فى المواقف المختلفة ، وتظهر نتائج ذلك فى :
أساليب العلاج والتأهيل النفسى .
أساليب اختيار الأفراد للأعمال المختلفة .
برامج وطرق التعليم .
عدة ميادين أخرى تستفيد من قوانين السلوك .
السلوك Behavior
السلوك هو الإستجابة الكلية التى تصدر عن الفرد فى المواقف المختلفة ويكون رداً على منبهات . فعندما نسمع طرقاً على الباب ( منبه خارجى ) نقوم ونفتح الباب ( سلوك ) . وعندما نشعر بالجوع ( منبه داخلى نابع من ذات الإنسان ) نقوم ونأكل ( سلوك ) وكل ما يتطلب استجابة يسمى ( منبه ) سواء جاء من داخل الفرد أو من خارجه والسلوك هو الإستجابة التى نقوم بها سواء جاءت بعد تأثير المنبه مباشرة أو بعد فترة من الزمن.
خصائص الإستجابة الإنسانية Response
تتصف الإستجابة الإنسانية بعدة خصائص :
(1) إنها ليست استجابة ميكانيكية :
فهى ليست مثل المصباح الكهربائى يضئ إذا ضغطت على الزر الخاص به ، أو مثل جرس الباب يرن إذا ضغطت على الزر الخاص به فقد يسمع شخص جرس الباب ولا يفتحه أو يسمع جرس التليفون ولا يرد عليه .
(2) وهى ليست استجابة فيزيقية :أى مساوية للمنبه فى القوة ومضاده فى الإتجاه على النحو ما يحدث عندما ترمى كرة على الأرض أو على الحائط فترتد إليك .
(3) تتسم الإستجابة الإنسانية بالمرونة : نتيجة لتوسط الكائن الحى بينهما وبين المنبه . فالكائن الحى يقوم بتفسير المنبه فى ضوء سياقه وتحليله من واقع خبراته ثم يقوم بعد ذلك بالإستجابة .
(4) يلاحظ أنه ليست على المنبهات خارجية أى تأتى من خارج الإنسان كالصوت والضوء والأشخاص والأشياء إلخ . ولكن هناك أيضا منبهات داخلية كالعواطف والإنفعالات فالخوف من الحيوانات يشكل استجابة الفرد عندما يرى فأرا مثلاً وحب أو كراهية شخص تشكل استجابتنا عندما نتقابل معه .
(5) ليس كل سلوك يمكن ملاحظته ملاحظة خارجية فبعض سلوك الإنسان لا يمكن ملاحظته كالتفكير والأحلام والتذكر ... إلخ .
هذه النوع من السلوك يمكن دراسته من خلال آثارة ، فكما ندرس الكهرباء من خلال آثارها ، ندرس أيضا الإستجابات الناتجة عن الخوف أو القلق أو الأحلام من خلال ما يرويه الشخص نفسه عنها أو ما ينتج عنها من سلوكيات ظاهرة .
متى وكيف وأصبح علم النفس علماً ؟
ظهرت بعض أفكار ومفاهيم ومعاريف نفسية فى كتابات فلاسفة الإغريق مثل ( أفلاطون وأرسطو) ولكن هذه الكتابات لا ينظر إليها على أنها جزء من تراث علم النفس .
فى القرن التاسع عشر بدأ ظهور مفهوم العلم والمنهج .
شروط قيام العلم :
يقتضى ظهور علم يختص بدراسة مجال معين من الظواهر عده شروط أهمها :
اعتراف العلماء بوجود ظواهر قابلة للملاحظة تصلح أن تكون موضوعاً للعلم ، وأن تكون هذه الظواهر محددة وقابلة للقياس الكمى ويمكن اخضاعها للمنهج والسلوك يستوفى هذا الشرط .
وجود علماء مؤهلين ومدربين على دراسة الظواهر موضوع العلم وفى الربع الأخير من القرن التاسع عشر ظهر بعض علماء النفس الذين كرسوا حياتهم وعلمهم وخبراتهم لدراسة ظواهر السلوك .
وجود مجلات علمية متخصصة تنشرأبحاث العلماء والباحثين والنتائج التى توصلوا إليها حتى يستفيد الباحثين الجدد بخبرات من سبقوهم، وفى مجال علم النفس حدث ذلك فى الفترة السابقة .
وجود جمعيات علمية ترعى التخصص وتنميه ، وتفتح مساحات الحوار بين العلماء والباحثين
وجود مناهج موضوعية مقننة ومضبوطة لدراسة ظواهر هذا العلم .
وقد تحقق لعلم النفس أيضا هذا الشرط بجهود علماء كرسوا حياتهم له ويعتبر معمل فونت مؤشراً لبداية تاريخ قيام علم النفس بوصفه علماً .
إنشاء معمل فونت :
فى عام 1879م أنشأ عالم النفس الألمانى ( فيلهلم فونت wunt ) أول معمل لعلم النفس فى جامعة ( ليبتزج Leipzig) فى ألمانيا .
وقد التحق بمعمله مجموعة كبيرة من شباب الباحثين من أوروبا وأمريكا وتتلمذوا على يديه ، وحصلوا على الدكتوراه فى هذا التخصص ، ثم عادوا إلى بلادهم وأكملوا أبحاثهم .
مفهوم المنهج العلمى
مفهوم المنهج Method
المنهج هو الشرط الأكثر أهمية لإعطاء علم النفس مشروعيته كعلم ، فالعلم هو المنهج والمنهج هو القواعد والخطوات الموضوعية المقننة التى يتحقق من خلالها فحص الظواهر واستنتاج النتائج التى يمكن أن يتكرر الحصول عليها لو أعيدت التجربة فى نفس الظروف .
مناهج البحث فى علم النفس
يحاول العلماء تطوير أساليب منهجية تتفق مع طبيعة الظاهرة التى يدرسونها وهكذا فعل علماء النفس فقد كان طابع المناهج المبكرة التى استخدمت فى علم النفس ذاتياً ، ولكن كانت هناك أيضا مناهج تجريبية أو شبه تجريبية ومن هذه المناهج .
منهج الإستبطان Introspection
هو أحد المناهج المبكرة فى دراسة الظواهر النفسية وفيه يقوم الشخص بتأمل تفكيره الذاتى ويقرر الحالات والمراحل التى يشعر بها عندما يواجه موقف معين أو عند استجابته لمنبه معين .
كأن يذكر مشاعره عندما يرى شخصاً يحبه أو شخصاً يكرهه . وقد استخدم هذا الاسلوب فى معمل فونت بهدف إلقاء الضوء على الخبرة الذاتية للشخص ، وذلك إلى جانب المنهج التجريبى . أجريت على هذا المنهج تطويرات كثيرة ، منها توجيه أسئلة للمفحوص يجب عليها ، إلى جانب سرده لمشاعره الخاصة .
المنهج التجريبى والمنهج شبه التجريبى وأخلاق العلم
أولاً : المنهج التجريبى :
فى المنهج التجريبى يقوم الباحث بدراسة أثر متغير على متغير آخر مع التحكم الكمى الصارم فى المتغيرات المختلفة والتحكم فى الظروف ، واستبعاد كل المؤثرات الأخرى التى يمكن أن تتدخل دون قصد وتسمى ( المتغيرات الدخيلة)
مثال : لمعرفة الوقت الذى تستغرقه سيارة فى قطع المسافة بين القاهرة والإسكندرية ، فسرعة السيارة تسمى ( المتغير المستقبل ) وهو الذى يتم التحكم فيه الوقت الذى تستغرقة السيارة يسمى (المتغير التابع) وهو النتيجة التى نصل إليها .أما ظروف الجو والرياح والمطر والطريق فتسمى (المتغيرات الدخيلة ) و التى يجب استبعاد تأتيرها على النتيجة . والنتيجة هى ( كلما زادت السرعة قل الوقت للوصول ) .
ثانياً : المنهج شبه التجريبى :
فى هذا المنهج السابق يستطيع الباحث أن يتحكم فى المتغير المستقبل ( وهو سرعة السيارة) بزيادته أو إنقاصه ولكن هناك ظواهر لا يستطيع الباحث التحكم فيها لأسباب أخلاقية أو غيرها ، فيأخذها الباحث على ما هى عليه فى الواقع هنا يستخدم الباحث ما يسمى بالمنهج ( شبه التجريبى)
مثال :
عندما يريد الباحث أن يعرف أثر ( إدمان المخدرات ) على سرعة الإدراك ، أو أثر التدخين على أمراض الصدر.فالباحث لا يستطيع أن يحول بعض الناس إلى مدمنين أو إلى مدخنين ليقارنهم بأشخاص آخرين . هنا يلجأ الباحث إلى المنهج شبه التجريبى .
فيختار مجموعة من (المدمنين) أو (المدخنين) كمتغير مستقل ومجموعة أخرى من الأصحاء كمتغير تابع ، ويرى الفرق بين كل مجموعتين . وبهذا يصل الباحث إلى نتائجه المطلوبة دون مخالفة القيم الأخلاقية وحقوق الإنسان أو تعريض مجموعات البحث للخطر أو المهانة.
فـــــــــــروع علـــــــــــــم النفـــــــس
وتعدد الإهتمامات النفسية
اتسعت دائرة دراسات علم النفس فشملت ظواهر نفسية متعددة وظهرت له عدة تخصصات فرعية دقيقة ويمكن تصنيف هذه المجالات فى مجموعتين . فروع اساسية وفروع تطبيقية .
أولاً : الفروع الأساسية لعلم النفس
تهدف الفروع الأساسية لعلم النفس إلى الوصول إلى قوانين السلوك بغض النظر عن إمكان الإستفادة منها عملياً أم لا . ومن هذه الفروع .
علم نفس التعلم : وهو يدرس قوانين التعلم .
علم النفس الشخصية : وهو يدرس الشخصية وأنماطها وأبعادها .
علم النفس الإرتقائى : وهو يدرس ارتقاء سلوك الفرد عبر مراحل النمو العضوى . من لحظة الحمل حتى الوفاة .
علم النفس المعرفى : وهو يدرس العمليات المعرفية العليا لدى الإنسان .
ثانياً : الفروع التطبيقية لعلم النفس
وهى تهدف إلى استثمار معرفتنا بقوانين السلوك فى مختلف المجالات . ومن هذه الفروع :
(1) علم النفس التربوى : وهو يهتم بتطبيقات قوانين علم النفس فى مجال التعلم .
(2) علم النفس التنظيمى أو الإدارى : وهو يستثمر حقائق علم النفس فى مجالات العمل المختلفة .
علاقة علم النفس بالعلوم الأخرى
يشترك علم النفس فى دراساته مع بعض العلوم الأخرى التى تدرس الإنسان وعلى سبيل المثال :
علم النفس الفسيولوجى : يدرس الظواهر التى تكون ذات صلة بوظائف الأعضاء مثل الإدراك البصرى والقدرات وتأثير الغدد الصماء على السلوك ... إلخ .
علم النفس العصبى : وهو يدرس تأثر السلوك وارتباطه بالنشاط العصبى وطريقة أداء المخ لوظائفه .
علم النفس الاجتماعى : وهو يدرس تأثير المجتمعات والجماعات البشرية على سلوك الفرد .
علم النفس الإكلينكى : وهو يدرس – مع الطب النفسى – الأمراض النفسية والإختلالات السلوكية عند بعض الأفراد وهناك إلى جانب ذلك كله علم النفس البيئى وعلم النفس الصناعى وعلم النفس الحربى وعلم النفس الحضارى وغيرها .
دوافع السلوك الإنسانى
الفرق بين الإنسان وبقية الكائنات الحية ، وبين الجمادات هى أن الإنسان وبقية الكائنات الحية تقوم بسلوكها لتحقيق أهدافها نتيجة دوافع داخلية توجد فيها . كما أن استجاباتها للمنبهات الخارجية لا تكون مجرد ردود أفعال لهذه المنبهات أما الجمادات فتكون ردودها بمثابة أفعال منعكسة تتم بطريقة آلية .
تعريفات أساسية
الحــــــــاجـــــــــــــــة :
هى افتقاد الكائن الحى لشئ ما ، يترتب عليه توتر بدفع الكائن الحى لإشباع الحاجة وقد تكون الحاجة داخلية ( كالحاجة إلى الطعام والماء والهواء) أو اجتماعية ( كالحاجة للإنتماء أو التفوق أو الإنجاز المرتفع) .
الـــــــــــدافـــــــــــــــــع :
هو حالة داخلية من التوتر تدافع الكائن الحى إلى القيام بسلوك لإشباع الحاجة أو تحقيق الهدف ويتحكم الدافع فى تحديد نوع واتجاه الإستجابة وقوتها .
تصنيف الدوافع
أولاً : الدوافع الفسيولوجية
(أ) الدوافع الفسيولوجية الخالصة :
وهى الدوافع التى تحقق توازن البيئة الداخلية للفرد وهى تعتمد على حاجات فسيولوجية . وعدم اشباعها يؤدى إلى هلاك الفرد ومن أمثلتها .
1- دافع العطش : وهو نتيجة للحاجة إلى الماء ... وهو من الدوافع الحيوية التى تساعد على بقاء الإنسان وهو يرتبط بتنظيم الجسم لعملية الحصول على الماء الذى يعتبر مكوناً رئيسياً للدم ولمعظم أنسجة الجسم ، ونقصه يؤدى إلى شعور الإنسان بالعطش مما يدفعه إلى البحث عن الماء لإعادة التوازن الداخلى للجسم .
2- دافع الجوع: وهو يتولد عن الحاجة للطعام وهو من الدوافع الفسيولوجية القوية التى تدفعنا للحصول على الطعام فى حالة نقصه .
(ب) الدوافع الفسيولوجية ذات الطابع الإجتماعى :
وهى دوافع يتطلب اشباعها الإشتراك مع كائن آخر . ويترتب على اشباعها بقاء الفرد ولا يترتب على عدم إشباعها هلاكه . وتتمثل هذه الدوافع فى دافعى الجنس والأمومة .
1- دافع الجنس هو دافع فطرى يقوم على اساس بيولوجى وهو يساعد على حفظ النوع . يعتمد السلوك على نشاط الهرمونات الجنسية ، ويتشكل وفقاً لثقافة المجتمع والنظام الاجتماعى السائد كالأسرة ورعاية الأبناء والقيم الاجتماعية والدينية .
2- دافع الأمومة : هو دافع يقوم على أساس بيولوجى ويتشكل وفقاً للقيم الثقافية والاجتماعية والدينية فى المجتمع كما أنه يتأثر بالخبرات السابقة للأم ودرجة توافقها الشخصي والأسرى وقد أولت المجتمعات الحديثة عناية خاصة بموضوع رعاية الأم للأبناء .
ثانياً : الدوافع النفسية والاجتماعية :
هذه الدوافع تستجيب لحاجات نفسية واجتماعية للأفراد وليس لها أساس بيولوجى وهى نوعان دوافع فردية ودوافع اجتماعية .
الدوافــــــع الفرديــــــــــة
دافع الفضول أو حب الإستطلاع
هو دافع يتولد لدى الإنسان ومعظم الكائنات الحية منذ الطفولة وهو يتحقق باستكشاف البيئة المحيطة وقد لا يرتبط ذلك بالحصول على مكافأة . ويتأثر هذا الدافع بأسلوب التنشئة الاجتماعية فى الأسرة والمدرسة فتشجيع الأطفال يؤدى إلى نمو قدراتهم الإستكشافية والإبداعية أو الإبتكارية والعكس أيضا دافع الاعتماد على النفس :
وهو يتأثر بأساليب التنشئة الاجتماعية للطفل فقد تدعم الأسرة اعتماد الطفل على نفسه فى نشاطاته المختلفة وقد يحدث العكس أيضا .
الدوافـــــع الاجتماعية
دافـــــــــــــع الإنجــــــــــــــــاز
وهو يتمثل فى سعى الفرد لبلوغ أعلى مستوى من الإنجاز تحقق له التفوق فيما يقوم به من نشاط عقلى أو اجتماعى وتساعد التنشئة الاجتماعية فى الأسرة على تنمية هذا الدافع من خلال تشجيع الطفل على الإستقلال والتميز ومحاولة التفوق على الزملاء وقد يحدث العكس أيضا
دافـــــــــــــع الإنتماء :
وهو من الدوافع الاجتماعية الهامة التى تساعد الفرد على التعاون مع الآخرين والتفاعل الإيجابى معهم وهذا الدافع ينتج عن شعور الفرد إلى الجماعة كالأسرة والأصدقاء وإقامة العلاقات معهم مما يساعده على خفض توتره وحل مشكلاته الإنفعالية والاجتماعية .
ترتيب أولويات الحاجات والدوافع
تتدخل فى ترتيب أولويات الحاجات والدوافع عند الفرد عدة عوامل .
ويمكن توضيح العوامل التى تؤثر فى ترتيب الدوافع عند الإنسان على النحو التالى :
1- الدوافع الاجتماعية : التى تعلمها : ( استقلال أم تبعية ) و ( شجاعة أم جبن ) و ( طموح أم تواكل) .
2- السمات الشخصية : مثل : درجة الثقة بالنفس – والإتزان الوجدانى – والإنطوائية –ودرجة تحمل تأجيل الحاجات – والذكاء والقدرات ... إلخ .
3- القيم الإجتماعية : والثقافة الدينية .
4- الخبرات الشخصية : فى الأسرة والمدرسة والأصدقاء .
5- الظروف الاجتماعية : المباشرة ( فى الأسرة ) أو غير المباشرة ( فى المجتمع)
تصنيف دوافع السلوك الإنسانى
أولاً : دوافع فسيولوجية
ثانياً : دوافع نفسية اجتماعية
( هدفها المحافظة على الحياة) وهى نوعان
( هدفها تحقيق حاجات نفسية واجتماعية ) وهى نوعان
دوافع تقوم على اساس توازن البيئة الداخلية للجسم وهدفها المحافظة على حياة الفرد
دوافع ذات طابع اجتماعى وهدفها استمرار النوع
دوافع فردية
دوافع اجتماعية
2- دافع الجوع
1- دافع العطش
2- دافع الاعتماد على النفس
1- دافع الفصول أو حب الإستطلاع
2- دافع الإنتماء
1- دافع الإنجاز
الإنفعــــــــــــــــــــــالات
تعريف الانفعال :
الانفعال حالة وجدانية تنشأ عن مصدر نفسى نتيجة لإعاقة السلوك أو التفكير المعتاد وهو يشمل الفرد كله ، ويؤثر فى كل سلوكه وتعبيراته الظاهرة ، وخبراته الشعورية ووظائفه الفسيولوجية
- ومن أمثلة الإنفعالات : الخوف والغضب والسرور ... إلخ .
العلاقة بين الإنفعالات والدوافع :
تستثار الإنفعالات – غالباً – من منبهات خارجية ، بينما تستثار الدوافع من منبهات داخلية . المنبه الخارجى لا يخلق الدوافع فإذا لم يوجد دافع داخلى كانت للمنبهات الخارجية أى تأثير فى تحريكه ومع ذلك فإن بعض المنبهات الخارجية قد تحرك الدافع كالطعام عندما يراه الجائع .
تعتمد الدوافع على الإنفعالات ، وتستمد منها الطاقة التى تحولها إلى سلوك يسهم فى إرضاء الدافع .( فإشباع الدافع يؤدى إلى السرور والحرمان منه يؤدى إلى الكدر) .
الجوانب الأساسية للإنفعالات :
للإنفعال ثلاثة جوانب أساسية هى :
الإستجابة الفسيولوجية للإنفعال .
الخبرة الشعورية أو التقدير المعرفى الإدراكى للخبرة الإنفعالية .
السلوك الظاهر أو الإستجابة التعبيرية . ويمكن توضيح ذلك على النحو التالى :
(أ) الجانب الفسيولوجى للإنفعال
عندما يتعرض الشخص لخوف شديد أو غضب شديد أو فرح شديد يواجه بعض التغيرات الفسيولوجية التى تنتج عن تنشيط الجهاز العصبى فى المخ لمواجهة الطوارئ وأهم هذه التغييرات هى :
زيادة سرعة ضربات القلب .
زيادة سرعة التنفس واتساع حدقة العين .
زيادة العرق ونقص اللعاب .
زيادة السكر فى الدم لتزويد الكائن الحى بمزيد من الطاقة .
سرعة تجلط الدم ( فى حالة الجروح ) .
تحول الدم من المعدة والأمعاء إلى المخ والعضلات .
ويلاحظ أن شدة الإستثارة الفسيولوجية تزداد فى حالة الغضب الشديد والخوف الشديد والفرح الشديد ، وفى حالة ( الحزن والأسى ) تهبط العمليات الجسمية .
(ب) الخبرة الشعورية أو التقدير الإدراكى المعرفي للإنفعال :
تقديرنا للموقف يسهم فى تشكيل خبرتنا الانفعالية وتفسيرنا له على معرفتنا لطبيعته .
مثال : إذا رأيت سيارة تنحدر بسرعة وهى متجهة إليك ، فإنك تخاف خوفاً شديداً ولكنك إذا علمت أن هذه السيارة لعبة من لعب الملاهى ، فإن خوفك سيقل.
(جـ) السلوك الظاهر أو الإستجابة التعبيرية أو التعبيرات الإنفعالية :
التعبيرات الإنفعالية وخاصة تعبيرات الوجه تخدم عملية التخاطب من خلال توصيل التعبير الإنفعالى للآخرين ، فإظهار الشخص انفعال للآخرين يساعدهم على الإستجابة الملائمة له وتقديم العون له .
مثال : النظر إلى شخص خائف يدل على وجوده فى خطر ويحتاج لمساعدة . إدراكنا لشخص فى حالة غضب يجعلنا تتوقع منه أن يتصرف تصرفاً مفاجئ وعنيف فنكون على حذر منه .
كيفية تقدير وتمييز الإنفعالات
يمكن التمييز بين الإنفعالات وفقاً لعدد من الأبعاد يمكن قياسها وتقديرها وأهمها :
الطابع الوجدانى وهو يتراوح بين طرفين أحدهما السرور والآخر الحزن أو الكدر .
الشدة أو الحدة : فقد يكون الإنفعال منخفضاً أو متوسطاً أو مرتفعاً .
المدة أو الإستمرار : فقد يستمر الإنفعال لفترة قصيرة أو قد تطول مدته نسبياً .
البساطة أو التعقيد : فقد تكون الإنفعالات بسيطة أو معقدة ومتداخلة .
تأثير الإنفعالات على التوفق النفسى والاجتماعى
تساعد الإنفعالات على التكيف مع ظروف البيئة الخارجية ، والتوافق النفسى والاجتماعى مع الآخرين فالخبرات الإجتماعية السارة تشجع الفرد على بذل مزيد من الجهد والكفاح . والخبرات الإنفعالية المكدرة تعلمه تجنب الواقف المسببة لها .
إذا كانت الخبرة الإنفعالية ضعيفة ومنخفضة كان الأداء العقلى ضعيفاً وقل الاهتمام والتركيز . ويصل الأداء العقلى إلى أعلى مستواه مع وجود درجة متوسطة من الإنفعال وينخفض مع وجود درجة عالية أو مرتفعة من الإنفعال نتيجة التوتر الذى يشتت الإنتباه والتفكير.
إن الأفراد الأسوياء يتميزون بالقدرة على التحكم فى انفعالاتهم كما يتميزون بالصحة الجسمية والنفسية الجيدة . بينما الافراد الذين تتسم انفعالاتهم بالشدة والحدة غير المبرر ينهكون طاقاتهم الجسمية مما يؤدى إلى الأمراض النفسية والجسمية لهم .
الإحســــــــــاس
الإحساس هو أبسط العمليات المعرفية ، وبها يتم اكتشاف المنبهات أو المثيرات ، والتمييز بينها أو المثيرات ، والتمييز بينها ، وهو الخطوات الأولى لجميع العمليات المعرفية الأخرى الأكثر تعقيداً مثل الانتباه والإدراك والتعليم والتذكر.
الأجهزة الحسية :
توجد لدى الكائنات الحية أجهزة حسية متخصصة فى جميع المعلومات عن البيئة تسمى الحواس .
والشائع بين الناس أن عددها خمسة ، هى السمع والبصر والشم والتذوق واللمس وقد أضيف إليهم حاسة سادسة عند بعض الأشخاص ( بالإستشفاف والتخاطر) .
عدد حواس الإنسان . هل هى خمسة ؟
كان المعتقد قديماً أن حواس الإنسان خمسة هى : حاسة البصر ، وحاسة السمع ، وحاسة الشم ، وحاسة التذوق ، وحاسة اللمس . ولكن العلماء الآن يرفضون اعتبار ( حاسة اللمس ) حاسة واحدة. فقد قاموا بتحليلها إلى ( خمس حواس ) هى التلامس ، والضغط والحرارة، والبرودة ، والألم ، وهى تفيد فى معرفة خصائص الأشياء التى تلمس سطح الجلد . كما أضافوا إلى الحواس السابقة (حاستين أخرتين ) تسميان ( بالحواس الجسمية ) وهما .
الإحساس بالحركة : وعن طريقها يعرف الإنسان وضع جسمه أثناء الحركة فإذا وضع الإنسان يده فوق رأسه وهو يغمض العينين ، يعرف موضع يده .
الإحساس بالتوازن : وعن طريقها يعرف الإنسان اتجاه جسمه عند الدوران أو الميل أو التأرجح .
وبناء على ذلك تصبح حواس الإنسان ( أحد عشر حاسة ) .
مكونات عملية الإحساس
تسير عملية الإحساس فى أربع خطوات هى :
التنبه أو ( الإستثارة ) . الإستقبال .
تحويل الطاقة من صورة إلى أخرى . تسجيل الطاقة .
ويمكن توضيح ذلك على النحو التالى :
أولاً : التنبيه أو الإستثارة :
هو الخطوة الأولى فى عملية الإحساس وبدونه لا يحدث و إذا كان علماء الفسيولوجيا يهتمون بدراسة نشاط العضو الحاس فإن علماء النفس يهتمون بطبيعية الإحساس ذاته ، وكذلك هم يهتمون بمعرفة خصائص الإحساس من حيث شدته ودرجته ونوعه .
شدة الإحساس ودرجته
يبدأ الإحساس بوجود منبه (على درجة مناسبة من الشدة) ( وهى ما يسمى بالعتبة المطلقة ) يتأثر به أحد أعضاء الحس .
ں وإن قلت شدة المنبه عن هذه الدرجة لا يحدث الإحساس
ں وإذا زادت درجة حدة المنبة بحيث يشعر الفرد بالفارق بين الدرجتين ؛ نكون أمام ( العتبة الفارقة )
وتسمى الدرجة القصوى من شدة المثير (بالعتبة القصوى) . والمنبه يكون قادراً على استثارة عضو الحس ، وتتحقق عملية الإحساس ، إذا كان مداه يتجاوز ( العتبة المطلقة) ويقل عن (العتبة القصوى).
ويمكن توضيح الفوارق بين العتبات الثلاثة على النحو التالى :
العتبة المطلقة
العتبة الفارقة
العتبة القصوى
ں وهى درجة شدة أو حدة المثير اللازمة لحدوث الإستثارة ، وهى تمثل الحد الأدنى اللازم للوعى بالمثير واكتشافه واستقباله.
ں مثل درجة الصوت اللازم لسماع الكلام أو الصوت .
ں ودرجة الضوء اللازمة لرؤية شئ ... إلخ .
ں ودرجة شدة الرائحة اللازمة للإحساس بها
ں وهى اختلاف الدرجة فى الشدة أو الحدة للمثير بحيث نحس بوجود فرق بين درجة الإستثارة السابقة والدرجة التى تليها .
ں كالفرق فى درجتين مختلفتين من الصوت على نحو ما يحدث عندما نستمع مثلاً إلى شخص يتكلم بعيداً عن الميكروفون ثم يقرب إليه الميكروفون .
ں أو كالفرق بين ضوء الشمعة وضوء المصباح عندما ينقطع تيار الكهرباء وعند حساب العتبة الفارقة وجد أنها تساوى 1 ÷ 10
ں وهى تتمثل فى أعلى درجة حدة أو شدة للمثير .
ں كالصوت فى أعلى درجاته أو الضوء فى أقصى شدته .
ں ولا يستطيع الإنسان أن يتعامل مع الدرجة القصوى للإستثارة ( كالإستماع إلى صوت انطلاق صاروخ ) أو ( التحديق فى ضوء الشمس )لأن هذا المستوى يؤذى عضو الحس أو يتلفه أو يسبب ألماً لصاحبه .
ں ولذلك فالبحث فى العتبات القصوى يوصلنا إلى تقديرات تقريبية لمستوى أدنى فى الإستثارة من حدود الشعور بالألم .
نوع الإحساس :
بعض الأصوات يكون حاداً وبعضها الآخر يكون غليظاً فصوت العصفور حاد بينما صوت البقرة غليظ .
وفى الآلات الموسيقية الجيتار تكون الأصوات الصادرة عن الأوتار القصيرة حادة بينما تكون الأصوات الصادرة عن الأوتار الطويلة غليظة ، و ( الصوت الحاد) وكذلك ( الصوت الغليظ ) هما أنواع من الصوت . ولكن ( ارتفاع الصوت) أو (انخفاضه ) هما خصائص للصوت وبذلك يكون لدينا أربعة أمثلة للصوت : صوت حاد عال أو مرتفع وصوت حاد منخفض وصوت غليظ عال وصوت غليظ منخفض .
ثانياً : الإستقبال :
ں تقوم الحواس المختلفة باستكشاف المعلومات الحسية المرتبطة بها ( وهى أشكال من الطاقة التى يمثلها المثير ( صوت – رائحة ... إلخ ) .
ں ويقوم عضو الحس – من خلال الخلايا العصبية التى توجد فيه – باكتشاف واستقبال الطاقة المتخصصة فى استقبالها .
ں فشبكية العين تستقبل الضوء فى صورة موجات كهرومغناطيسية .
ں وقوقعة الأذن تستقبل الصوت فى صورة ذبذبات . وهكذا بقية الحواس .
ں و يلاحظ أن كل استقبالات أعضاء الحس – ماعدا المستقبلات الحسية الجلدية – تقع داخل الجسم حتى يمكن المحافظة عليها .
ثالثاً : تحويل الطاقة :
فى المرحلة الثالثة يتم تحويل الطاقة الخارجية إلى صورة أخرى من صورة الطاقة ، حيث تقوم خلايا الإستقبال الحسية بتحويل الطاقة المستقبلة ، ميكانيكية أو كهرومغناطيسية ، إلى أنواع جديدة من الطاقة يتخذ صورة ( إشارات كهربية وكيميائية) يحولها إلى الجهاز العصبى ( خاصة المخ ) الذى يقوم بدوره بتسجيلها . ويتم انتقال الصورة الجديدة للطاقة إلى المخ عن طريق العصب الحسى المتخصص ، كالعصب السمعى والعصب البصرى ... إلخ .
رابعاً : التسجيل :
عند تصل الإشارات الكهربية أو الكيميائية إلى المخ يقوم جزء من المخ بتسجيل الإشارات الواردة ، فتحدث عملية الإحساس التى تكون اساس العمليات العقلية التالية الأكثر تعقيداً .
الإنتبــــــــــــــــــــاه
تعريف الإنتبــــــــــــــاه
الإنتباه عملية معرفة يتم فيها انتقاء المنبهات أو المثيرات التى يرغب الفرد التركيز عليها – دون غيرها – من بين منبهات حسية عديدة تستقبلها أعضاء الحس المختلفة .
مثل : عندما تصغى لحديث صديق يتكلم معك ، فإن حديثه يبرز فى بؤرة وعيك ، بينما أصوات الأشخاص الآخرين تذوب معاً لتؤلف ما يسمى بالضوضاء ، فالأذن تحلل موجه صوتية شديدة التعقيد يتجمع فيعها أصوات عديدة تركز الأذن فيها على صوت واحد هو صوت صديقك ، ويسمى هذا السلوك أن الشخص فى حالة انتباه .
خصائص الإنتباه :
الإنتباه ( عملية انتقاء ) للمثيرات أو المنبهات حيث يركز فيها الفرد على منبهات معينة دون غيرها فهو يقوم بمهمة المصفاة ( أو الفلتر) لهذا المثيرات .
الإنتباه ( عملية إدراك مبكرة ) وهو يهتم بخلع المعانى والتفسيرات على هذه المثيرات وهو يتوسط عمليتى الإحساس والإدراك .
مدى الإنتباه : يقصد بمدى الإنتباه ( مقدار ما يمكن أن ينتبه إليه الفرد فى المرة الواحدة ) .
وفى تجربة تمت فى القرن التاسع عشر بإلقاء حفنة من البقول على صينية ، وجد أن عدد ما يمكن إدراكه فى نظرة واحدة هو ( حبات .
ں وقد أكد استخدام جهاز العرض السريع ( التاكستوسكوب ) للمثيرات البصرية لفترة وجيزة أن قانون الرقم السحرى للإدراك هو ( 7 ±2)
بعض صورة الإنتباه
(1) تشتت الإنتباه :
معناه تحول الإنتباه من الشئ الذى يركز الشخص عليه إلى منبه آخر يشده إليه على نحو ما يحدث عندما يكون شخصاً مركزاً اهتمامه فى متابعة التليفزيون وتحدث ضوضاء فى الخارج فيقوم ليعرف ما حدث . أو طالب يكون مركزاً فى الإستذكار ثم يستمع إلى أصوات عالية بالخارج فيترك المذاكرة ويخرج ليتابع ما يحدث فى الخارج .
تأثير الضوضاء كعامل مشتت للإنتباه
يتوقف تأثير الضوضاء كعامل مشتت للإنتباه على ما يلى :
ں نوع الضوضاء :
إذا كانت متواصلة يقل تأثيرها ( كالقراءة فى القطار) .
ں نوع العمل : فالأعمال العقلية كحل المسائل الحسابية أكثر قابلية للتأثير بالضوضاء من الأعمال الروتينية البسيطة .
ں إدراك الفرد للضوضاء : فضوضاء المصنع لا تشتت انتباه العامل للتعود عليها ومعرفته بطبيعتها وأنها شئ ضرورى لابد منه .
ں دوافع الفرد للعمل : إذا كانت قوية لا يتأثر الفرد بالضوضاء ، ومع ذلك لابد من بذل جهد أكبر للتغلب على أثر الضوضاء ولكن هذا الجهد الكبير فى العادة يؤدى إلى التعب والتوتر وكثرة الأخطاء وضعف تركيز الإنتباه .
2- توزيع الانتبـــــــــــــاه : هل يمكن الإنتباه لمثيرين أو القيام بعمليتين أو أكثر فى وقت واحد ؟
تؤكد نتائج البحوث أننا نستطيع القيام بعدة أعمال فى وقت واحد ، ولكن يتوقف ذلك على ما يلى :
(1) إذا كان المثيران مألوفين لدى الشخص . ( كسماع أغنية وقيادة سيارة فى طريق مألوف)
(2) إذا كان أحد المثيرين يتطلب استجابة اتوماتيكية تلقائية . ( كحديث سائق السيارة مع شخص جالس بجواره ) .
(3) إذا كان المثير الأول يرتبط بالمثير الثانى .(كالكتابة على الآله الكاتبة وقراءة النص فى نفس الوقت ).
(4) إذا كان من الممكن التحول بسرعة بين المثيرين . ( كالشخص الذى يتحدث إلى اثنين فى وقت واحد حيث يسهل عليه تحويل تركيز الإنتباه من أحدهما للآخرين) .
[3] تركيز الإنتباه :
قد يستقبل عضو الحس شيئين فى وقت واحد فيلاحظ أحدهما ، ولا يلاحظ الآخر ، ويرجع ذلك لعوامل جذب الإنتباه ، ويتركز ، وبعض هذه العوامل تتصل بالمثير وتشمل حجمه وشدته ولونه وحركته وبعضها يتصل بالشخص الملاحظ وتشمل إلفه الشخص بالمثير ودرجة جاذبيته له ودوافعه وميوله نحوه . وبعض هذه العوامل موضوعية يتصل بالمثير وبعضها ذاتى يتصل بالشخص الملاحظ .
تركيز الإنتباه والعوامل المؤثرة فيه
أولاً : العوامل الموضوعية الخارجية :
طبيعة المثير : فالأغنية أكثر إثارة للإنتباه من الكلام العادى .
تغير المثير : فالمثير المتغير أكثر جذباً للإنتباه من المثير الذى يتكرر على وتيرة واحدة ( فإيقاع الصوت المتغير أثناء المحاضرة يجذب الإنتباه أكثر من إيقاع الصوت الذى يستمر على وتيرة واحدة).
موضع المثير : فالصفحة الأولى والأخيرة فى الصحيفة اليومية أكثر جذباً للإنتباه من الصفحات الداخلية والإعلان الذى يكون فى مستوى البصر أكثر جذباً للإنتباه من الإعلان الذى يكون أعلى أو أقل من مستوى البصر .
حركة المثير : فالمثير المتحرك أكثر لفتاً للإنتباه من المثير الثابت ( كالإعلانات الضوئية المتحركة ) .
شدة المثير : المثير القوى يلفت الإنتباه أكثر من المثير الضعيف بشرط ألا تصل هذه القوة إلى (العتبة القصوى) .
ثانياً : العوامل الداخلية الذاتية
الدوافع : فالدوافع والميول الحاجات والرغبات تلعب دوراً هاماً فى توجيه الشخص نحو مثيرات معينة . ( فالعروس التى تنشغل بشراء ملابس العرس تكون أكثر انتباها للإعلانات عن ملابس العرائس ) ، وشعر رأس الإنسان أكثر ما يجذب انتباه الحلاق كما أن أحذية الناس أكثر ما يجذب انتباه ماسح الأحذية .
التوقع : فحينما يتوقع الشخص وصول أحد اصدقائه لزيارته فى وقت معين ، فإنه يتنبه إلى وقوع الخطوات على السلم .
التعود : التعود على نوعية نوعية معينة من المثيرات تلفت انتباه الشخص أكثر من المثيرات التى لا يكون الشخص متعوداً عليها . ( كالإستماع إلى جملة عربية فى فيلم اجنبى).
الراحة والتعب : يكون الشخص أكثر انتباهاً إذا حصل على قدر من الرحة ، ويكون أقل انتباها فى حالة التعب .
وقد استفاد الإنسان من العوامل المؤثرة فى الانتباه ، فى تصميم إعلانات جيدة وفى المجالات التطبيقية فى الحياة ، مثل إعداد الإشارات التحذيرية ، وعلامات المرور ، وأيضا فى الصحافة والتدريس ، حيث تسعى هذه كلها إلى جذب انتباه الإنسان .
الإدراك
الإدراك :
هو العملية المعرفية التى تخلع معنى ودلالة على المثيرات التى يتم الإحساس بها أو الإنتباه إليها ، وعن طريقها يتم تفسير وتأويل المثيرات الحسية وصياغتها على نحو يمكن فهمه .
قوانين الإدراك : يخضع الإدراك لعدة قوانين أساسية يمكن توضيحها على النحو التالى :
أولاً : القانون الأساسى للإدراك : قانون الكل اكبر من مجموع أجزائه : وهو يعنى أننا ندرك ( الشكل الكلى للمثير) ولا ندركه كأجزاء منفصلة .
مثلاً هذه الكلمات : أيمن – أمين – مينا – مناى – ينام – نيام – نامى ...إلخ . فنحن نقرأ كل كلمة منها كوحدة واحدة ولا نقرؤها حروفاً متفرقة ، علماً بأنها جميعاً تتكون من نفس الحروف (أى م ن )
وقد تم التوصل إلى هذا القانون بفضل دراسات مدرسة الجشطلت ، وهو يعتبر القانون الأساس للإدراك .
ثانياً : قانون الشكل والأرضية :
يهتم (قانون الشكل والأرضية ) بتحديد العلاقة بين مثيرين أو منبهين : أحدهما أكثر بروزاً من الآخر ويطلق على المثير الأساسى البارز اصطلاح ( الشكل) . ويطلق على المثيرات الأخرى الأقل بروزاً اصطلاح ( الأرضية) . ففى الأغنية يكن ( صوت المطرب ) هو ( الشكل ) والموسيقا المصاحبة له هى ( الأرضية وفى صور الأشخاص يكون ( الوجه أو الشخص) هو ( الشكل ) وما خلفه هو ( الأرضية )
ں وإذا تساوى ( الشكل مع الأرضية ) فى البروز يحدث ( غموض إدراكى) والعكس.
فإذا نظرناً إلى الشكل رقم(2) حيث يتساوى الشكل مع الأرضية فنحن نستطيع أن نرى فيه صورة (كأس) أو صورة شخصين ينظر كل منهما للآخر. وفى الشكل رقم (1) نستطيع أن نرى صورة ( سيدة عجوزة ) أو ( فتاة صغيرة جميلة) . فنحن لا نستطيع أن نرى فراشة خضراء على ورقة شجرة خضراء بسبب الغموض الإدراكى الناتج عن تشابه الشكل بالأرضية . ولكننا نرى بسهولة فراشة بيضاء على ورقة شجر خضراء بسبب بروز الشكل (الفراشة) عن الأرضية ( ورقة الشجر) .
ثالثاً : قانون ثبات الإدراك :
وهو يعنى أننا ندرك الأشياء من حولنا بحجمها الطبيعى الحقيقى، وشكلها ولونها ، رغم أنها دائمة التغير تبعاً لدرجة بعدها أو قربها عن عضو الحس .
ں فراكب الطائرة يدرك البيوت والطرق والأشجار بحجمها ولكنه يدركها بحجمها الطبيعى ، رغم أنها تبدو لعينيه صغيرة للغاية
وسائق السيارة يرى فى المرآة العربات والسيارات والأشجار والمنازل أصغر من حجمها ولكنه يدركها بحجمها الطبيعى .
رابعاً : قوانين التجميع :
قانون التشابه، وقانون التقارب وقانون الإنتظام ، وقانون الإستمرار والإتصال ، وقانون الإغلاق وقانون السياق .
(1) قانون الإغلاق :
ں نحن ندرك ( المثيرات غير الكاملة ) على أنها ( مثيرات كاملة ) وذلك بسد الفجوات التى توجد فيها بحيث يصبح لها معنى ودلالة .
ں فنحن ندرك الكلمة الخطأ فى الكتاب المطبوع إدراكاً صحيحاً .
(2) قانون السياق :
ں نحن ندرك معنى المثير وفقاً للمثيرات التى تسبقه أو تصاحبه أو تلحقه .
ں فالحرف الأوسط فى الشكل التالى :
ں إذا قرأناه أفقياً فى سياق الحروف الهجائية يكون حرف B
ں وإذا قرأناه رأسياً فى سياق الأعداد الحسابية يكون رقم 13 وهكذا .
ں وقانون السياق يساعدنا كثيراً فى فهم الكلمات الغامضة أو الجديدة فى سياق النص فى تصويب بعض الكلمات الخاطئة فى الطباعة . وتتأثر هذه العملية ببعض العوامل الذاتية لدى المدرك مثل الدافعية وخبرته السابقة ودرجة تأهبه لإدراك المثير .
بعض الخبرات الإدراكية غير العادية
قد يتعرض الإنسان لبعض الخبرات الإدراكية غير العادية ، مثل ( الخداع الإدراكى) . و ( الهلاوس) ، ويمكن توضيحها على النحو التالى :
(أ) الخداع الإدراكى : هو إدراك حسى خاطئ يحدث فيه سوء تأويل للمثيرات التى تتعرض لها فى الواقع .
ں وهو يعتبر ظاهرة نفسية طبيعية يتعرض لها معظم الناس .
ں ومن أمثلتها خداع الطول أو المسافة ويسمى ( خداع موللر – لاير) ومثاله فالمستقيم (ج د) يبدو لنا هنا أطول من المستقيم ( أ ب ) رغم أنهما متساويان فى الطول وقد حدث هذا الخداع بسبب اتجاه الأسهم .
وقد ترجع بعض الخداعات إلى عوامل خارجية مثل خداع الطول ومن أمثلتها حسب قانون الإنكسار (العصا فى الماء تبدو لنا وكأنها مكسورة ) . أو قد ترجع إلى ( عوامل ذاتية ) نتيجة لعوامل التوقع أو التأهب . ( فإذا كنت تنتظر صديقاً فأنت تظن أن الشخص القادم من بعيد هو صديقك)
(ب) الهلاوس
هى اضطرابات سلوكية يدرك فيها الشخص مثيرات لا وجود لها فى عالم الواقع وقد تكون هذه الهلاوس ( بصرية ) أو ( سمعية ) أو (لمسية ) أو غير ذلك .
تعتبر الهلاوس من علامات الدهان ( وهو مرض عقلى ) كما يعانى منه مدمنو المخدرات وقد تصدر الهلاوس من بعض المرضى بالحمى الشديدة أو الذين يعانون من الحرمان الحسى وهذه الهلاوس لا تكون مرضية ، لأنها تزول بزوال المرض أو الحرمان
التعلم وأسس الاستذكار
أولاً : معنى التعلم :
التعلم هو تغيير شبه دائم فى الأداء يحدث استجابة لمثير أو موقف نتيجة للخبرة أو الممارسة أو التدريب أى هو تغير فى الأداء نتيجة لإكتساب الخبرة . ولا تعتبر التغييرات السلوكية الطارئة نتيجة التعب أو تناول عقار معين تعلماً لأنها تغييرات مؤقته ويتطلب حدوث التعلم توفر عدة شروط منها .
(1) النضج العضوى (2) النمو العقلى (3) الدوافع و الممارسة .
وقد حاول علماء النفس قديماً تفسير حدوث التعلم بإجراء تجارب على الحيوانات للوصول إلى القوانين التى تحكم عملية التعلم ولكن هذه التجارب لم تكن كافية لتفسير حدوث التعلم الإنسان فى موقف التعلم المدرسى .
كيف نتعلم فى المدرسة :
إن حب الإستطلاع عند الإنسان لا يدفعه فقط إلى التعلم ولكنه يريد أيضا أن يعرف كيف يتعلم ثم كيف يحسن طريقته فى التعلم ، وفى الربع الأخير من القرن العشرين . اهتم علماء النفس بوضع وتطوير تصورات عن كيفية حدوث التعلم الإنسانى واستخدموا طرقاً جديدة تقوم على وصف المتعلم لطريقة تعلمه بدلاً من أن يصف العالم طريقة تعلم الطلاب وهذه احدى الطرق الجديدة فى التعلم هذا شكل بيانى يوضح معدل التغير التكنولوجى فى مجال الإتصالات . يشير المحور الأفقى على تاريخ اكتشاف الجهاز . ويشير المحور الرأسى إلى عدد السنوات التى سبقت انتشاره . ادرس هذا الشكل واكتب تقريراً عن المعلومات التى اكتشفتها فيه وثم علق عليه اقرأ بعد ذلك تعليقين آخرين لاثنين من الطلاب ثم التحليل النفسى لكل منهما
تصور مستويات المعالجة
تقرير الطالب عن هذا الشكل
يكتب الطالب أو الطالبة تقريراً فى ورقة خارجية عن المعلومات التى يخرج بها من هذا الشكل
يقوم المعلم أو المعلمة بتحليل تقرير الطالب أو الطالبة .
مثال على المستوى السطحى للمعالجة
يقول الطالب الأول : إنه فى القرن العشرين تم اكتشاف أربعة أجهزة .
وفى القرن التاسع عشر تم اكتشاف جهازين فقط وفى القرن الثامن عشر تم اكتشاف الآله الكاتبة فقط . ويلاحظ أن الإكتشافات تتحقق بسرعة أكبر
هذا الطالب يسعى لحفظ الحقائق والمعلومات دون أن يفكر فيها . ولا يحاول نقدها أو تأكيدها والبرهنة عليها بمعلومات سابقة لديه .
فالذى يهمه هو تذكر المعلومات ليوم الإمتحان وتحقيق النجاح .
وهو لذلك يستخدم طريقة التسميع وتعليم الصم للمعلومات الهامة بدلاً من محاولة فهم المعانى
مثال على المستوى العميق للمعالجة
يقول الطالب الثانى : أنه من الوضح فى الرسم أنه كلما مضى . الزمن زادت الاختراعات الخاصة بالإنسان . وقلت مدة ما قبل الإنتشار . فالعلاقة بين مرور الزمن ومدة ما قبل الإنتشار عكسية .
- يدل أيضا على عدم الإتصال بين الناس وانتشار الجهل فى الزمن الماضى وصعوبة التوصل إلى اختراع ويستغرق انتشار مدة أطول
وهذا الطالب يهمه الوصول إلى معنى النص واستنتاج هدف المؤلف منه عن طريق تحليله والكشف عن الروابط بين أجزائه وبين خبرات المتعلم السابقة .
ثم بعد ذلك يحدد موقفه من النص سواء بتأكيده أو برفضه .
مثال على المستوى العميق للمعالجة
إن بعض الإختراعات تشجع المخترعين على اختراعات جديدة مثل بطارية الترانزستور تلاها قمر الإتصالات ثم شريحة السليكون . وأن عدد الاختراعات تضاعف من قرن لآخر فقد ظهر فى القرن الأول اختراع واحد وفى القرن الثانى اختراعات وفى القرن الثالث أربعة إن الألهة أصبحت مهمة للإنسان فشريحة السليكون التى أدخلت العالم فى الجيل الثالث للكمبيوتر انتشرت بسرعة بعد سنوات قليلة
وهذا الموقف الإستنتاجى يتطلب من المتعلم جهداً معرفاً إضافياً يدفعه إليه احساسه بضرورة فهم النص ومعرفة هدف المؤلف منه .
ويرى مارتون وسالجو أن الطلاب يتقدمون من المستوى السطحى للمعالجة التى يقوم على الحفظ إلى المستوى العميق للمعالجة الذى يقوم على مناقشة التفاصيل التى تم حفظها للوصول إلى فهم النص .
وهذا يعنى أن المستوى العميق للمعالجة يتم مروراً بالمستوى السطحى لها .
طرق التعلم الجيد : عندما يتم تحديد السلوك الذى يجب تعلمه ، بالتحكم فى الظروف التى تؤثر فيه من أجل تحسينه كما وكيفا يتحقق التعليم . وللتعليم طرق كثيرة هاتان هى أكثر الطرق شيوعاً .
الإتجاه التسلطى Authoritaranism : وهو يشمل طرق التعليم التى تتم عن طريق الشرح والتفسير ، وتقدم المادة العلمية للمتعلم فى شكل نهائى جاهز عليه أن يستقبله دون القيام بجهد لإكتشافه
الإتجاه الكشفى Discovery : وفيه يقوم المتعلم بدور إيجابى فى اكتشاف المحتوى الدراسى الذى يجب أن يتعلمه مما يستقبله من معلومات .
أسس الإستذكار الفعال : إلى جانب المبادئ السابقة هناك الأسس تفيد فى عملية الإستذكار الفعال يمكن توضيحها على النحو التالى :
ں أولاً : الإنتباه ، وهو يقوم دوراً هام فى تحسين طرق الإستذكار ويمكن تحقيق تركيز الإنتباه فى المذاكرة عن طريق :-
تخصيص وقت معين للإستذكار .
تخصيص مكان للإستذكار ( وتحاشى المذاكر فى غرفة النوم).
بذل بعض المجهودات البدنية( كتحريك الجسم الجلسة المعتدلة ) .
التدريب على الإستذكار فى الظروف المتغيرة ( كالهدوء والضوضاء ) .
التخلص من المشكلات النفسية والعاطفية والاجتماعية ، وعدم التركيز عليها أثناء المذاكرة .
ثانياً : زيادة الرغبة فى الإستذكار ( أى وجود دافع قوى للمذاكرة ) . ويمكن تحقيق ذلك عن طريق :
وضع أهداف يسعى الطالب إلى تحقيقها فى دراسته للمادة العلمية ( كالنجاح ) أو ( التفوق )
التنافس مع الذات أو مع الآخرين .
تخصيص وقت محدد للإنتهاء من استذكار المادة العلمية والحرص على تنفيذ ذلك
ثالثاً : المشاركة النشطة ( الدور الإيجابى للمتعلم ) ويمكن تحقيق ذلك عن طريق :
المراجعة ، وتكون بين وقت وآخر لما سبق تحصيله حتى لا يحدث نسيان .
تلخيص المادة وتدوين مذكرات وملاحظات وأسئلة عنها .
رابعاً : استخدام طرق القراءة الجيدة : ويمكن تحقيق ذلك عن طريق :
قراءة ( المادة ككل ) أولاً ثم دراستها ( تفصيلياً بعد ذلك .
الربط بين ( المعلومات الجيدة ) و (المعلومات السابقة)
معرفة (المبادئ العامة ) التى تندرح تحتها ( التفاصيل ) .
استخدام عادات جيدة فى القراءة . ( كالصوت المناسب والتخليص ووسائل الإيضاح ...إلخ )
تعريف علم النفس psychology
هو علم دراسة السلوك وتفسيره والتحكيم القائم على قواعد محددة ومضبوطة لفهم الظواهر السلوكية للإنسان ومحاولة تفسيرها فى ضوء خصائصها العامة ، والتنبؤ بإمكان حدوثها مستقبلاً فى مواقف معينة ، ووفق درجة من الاحتمالية . ويطلق على هذه القواعد المحددة المضبوطة ( المقننة ) اسم (المنهج) .وأحد فروع علم النفس يهتم بدراسة السلوك الحيواني بهدف توفير الكثير من الخصائص حول السلوك الإنسانى هدف علم النفس .
الهدف البعيد لعلم النفس هو التوصل إلى القوانين السلوكية التى تحكم السلوك بما يساعد على التحكم فيه فى المواقف المختلفة ، وتظهر نتائج ذلك فى :
أساليب العلاج والتأهيل النفسى .
أساليب اختيار الأفراد للأعمال المختلفة .
برامج وطرق التعليم .
عدة ميادين أخرى تستفيد من قوانين السلوك .
السلوك Behavior
السلوك هو الإستجابة الكلية التى تصدر عن الفرد فى المواقف المختلفة ويكون رداً على منبهات . فعندما نسمع طرقاً على الباب ( منبه خارجى ) نقوم ونفتح الباب ( سلوك ) . وعندما نشعر بالجوع ( منبه داخلى نابع من ذات الإنسان ) نقوم ونأكل ( سلوك ) وكل ما يتطلب استجابة يسمى ( منبه ) سواء جاء من داخل الفرد أو من خارجه والسلوك هو الإستجابة التى نقوم بها سواء جاءت بعد تأثير المنبه مباشرة أو بعد فترة من الزمن.
خصائص الإستجابة الإنسانية Response
تتصف الإستجابة الإنسانية بعدة خصائص :
(1) إنها ليست استجابة ميكانيكية :
فهى ليست مثل المصباح الكهربائى يضئ إذا ضغطت على الزر الخاص به ، أو مثل جرس الباب يرن إذا ضغطت على الزر الخاص به فقد يسمع شخص جرس الباب ولا يفتحه أو يسمع جرس التليفون ولا يرد عليه .
(2) وهى ليست استجابة فيزيقية :أى مساوية للمنبه فى القوة ومضاده فى الإتجاه على النحو ما يحدث عندما ترمى كرة على الأرض أو على الحائط فترتد إليك .
(3) تتسم الإستجابة الإنسانية بالمرونة : نتيجة لتوسط الكائن الحى بينهما وبين المنبه . فالكائن الحى يقوم بتفسير المنبه فى ضوء سياقه وتحليله من واقع خبراته ثم يقوم بعد ذلك بالإستجابة .
(4) يلاحظ أنه ليست على المنبهات خارجية أى تأتى من خارج الإنسان كالصوت والضوء والأشخاص والأشياء إلخ . ولكن هناك أيضا منبهات داخلية كالعواطف والإنفعالات فالخوف من الحيوانات يشكل استجابة الفرد عندما يرى فأرا مثلاً وحب أو كراهية شخص تشكل استجابتنا عندما نتقابل معه .
(5) ليس كل سلوك يمكن ملاحظته ملاحظة خارجية فبعض سلوك الإنسان لا يمكن ملاحظته كالتفكير والأحلام والتذكر ... إلخ .
هذه النوع من السلوك يمكن دراسته من خلال آثارة ، فكما ندرس الكهرباء من خلال آثارها ، ندرس أيضا الإستجابات الناتجة عن الخوف أو القلق أو الأحلام من خلال ما يرويه الشخص نفسه عنها أو ما ينتج عنها من سلوكيات ظاهرة .
متى وكيف وأصبح علم النفس علماً ؟
ظهرت بعض أفكار ومفاهيم ومعاريف نفسية فى كتابات فلاسفة الإغريق مثل ( أفلاطون وأرسطو) ولكن هذه الكتابات لا ينظر إليها على أنها جزء من تراث علم النفس .
فى القرن التاسع عشر بدأ ظهور مفهوم العلم والمنهج .
شروط قيام العلم :
يقتضى ظهور علم يختص بدراسة مجال معين من الظواهر عده شروط أهمها :
اعتراف العلماء بوجود ظواهر قابلة للملاحظة تصلح أن تكون موضوعاً للعلم ، وأن تكون هذه الظواهر محددة وقابلة للقياس الكمى ويمكن اخضاعها للمنهج والسلوك يستوفى هذا الشرط .
وجود علماء مؤهلين ومدربين على دراسة الظواهر موضوع العلم وفى الربع الأخير من القرن التاسع عشر ظهر بعض علماء النفس الذين كرسوا حياتهم وعلمهم وخبراتهم لدراسة ظواهر السلوك .
وجود مجلات علمية متخصصة تنشرأبحاث العلماء والباحثين والنتائج التى توصلوا إليها حتى يستفيد الباحثين الجدد بخبرات من سبقوهم، وفى مجال علم النفس حدث ذلك فى الفترة السابقة .
وجود جمعيات علمية ترعى التخصص وتنميه ، وتفتح مساحات الحوار بين العلماء والباحثين
وجود مناهج موضوعية مقننة ومضبوطة لدراسة ظواهر هذا العلم .
وقد تحقق لعلم النفس أيضا هذا الشرط بجهود علماء كرسوا حياتهم له ويعتبر معمل فونت مؤشراً لبداية تاريخ قيام علم النفس بوصفه علماً .
إنشاء معمل فونت :
فى عام 1879م أنشأ عالم النفس الألمانى ( فيلهلم فونت wunt ) أول معمل لعلم النفس فى جامعة ( ليبتزج Leipzig) فى ألمانيا .
وقد التحق بمعمله مجموعة كبيرة من شباب الباحثين من أوروبا وأمريكا وتتلمذوا على يديه ، وحصلوا على الدكتوراه فى هذا التخصص ، ثم عادوا إلى بلادهم وأكملوا أبحاثهم .
مفهوم المنهج العلمى
مفهوم المنهج Method
المنهج هو الشرط الأكثر أهمية لإعطاء علم النفس مشروعيته كعلم ، فالعلم هو المنهج والمنهج هو القواعد والخطوات الموضوعية المقننة التى يتحقق من خلالها فحص الظواهر واستنتاج النتائج التى يمكن أن يتكرر الحصول عليها لو أعيدت التجربة فى نفس الظروف .
مناهج البحث فى علم النفس
يحاول العلماء تطوير أساليب منهجية تتفق مع طبيعة الظاهرة التى يدرسونها وهكذا فعل علماء النفس فقد كان طابع المناهج المبكرة التى استخدمت فى علم النفس ذاتياً ، ولكن كانت هناك أيضا مناهج تجريبية أو شبه تجريبية ومن هذه المناهج .
منهج الإستبطان Introspection
هو أحد المناهج المبكرة فى دراسة الظواهر النفسية وفيه يقوم الشخص بتأمل تفكيره الذاتى ويقرر الحالات والمراحل التى يشعر بها عندما يواجه موقف معين أو عند استجابته لمنبه معين .
كأن يذكر مشاعره عندما يرى شخصاً يحبه أو شخصاً يكرهه . وقد استخدم هذا الاسلوب فى معمل فونت بهدف إلقاء الضوء على الخبرة الذاتية للشخص ، وذلك إلى جانب المنهج التجريبى . أجريت على هذا المنهج تطويرات كثيرة ، منها توجيه أسئلة للمفحوص يجب عليها ، إلى جانب سرده لمشاعره الخاصة .
المنهج التجريبى والمنهج شبه التجريبى وأخلاق العلم
أولاً : المنهج التجريبى :
فى المنهج التجريبى يقوم الباحث بدراسة أثر متغير على متغير آخر مع التحكم الكمى الصارم فى المتغيرات المختلفة والتحكم فى الظروف ، واستبعاد كل المؤثرات الأخرى التى يمكن أن تتدخل دون قصد وتسمى ( المتغيرات الدخيلة)
مثال : لمعرفة الوقت الذى تستغرقه سيارة فى قطع المسافة بين القاهرة والإسكندرية ، فسرعة السيارة تسمى ( المتغير المستقبل ) وهو الذى يتم التحكم فيه الوقت الذى تستغرقة السيارة يسمى (المتغير التابع) وهو النتيجة التى نصل إليها .أما ظروف الجو والرياح والمطر والطريق فتسمى (المتغيرات الدخيلة ) و التى يجب استبعاد تأتيرها على النتيجة . والنتيجة هى ( كلما زادت السرعة قل الوقت للوصول ) .
ثانياً : المنهج شبه التجريبى :
فى هذا المنهج السابق يستطيع الباحث أن يتحكم فى المتغير المستقبل ( وهو سرعة السيارة) بزيادته أو إنقاصه ولكن هناك ظواهر لا يستطيع الباحث التحكم فيها لأسباب أخلاقية أو غيرها ، فيأخذها الباحث على ما هى عليه فى الواقع هنا يستخدم الباحث ما يسمى بالمنهج ( شبه التجريبى)
مثال :
عندما يريد الباحث أن يعرف أثر ( إدمان المخدرات ) على سرعة الإدراك ، أو أثر التدخين على أمراض الصدر.فالباحث لا يستطيع أن يحول بعض الناس إلى مدمنين أو إلى مدخنين ليقارنهم بأشخاص آخرين . هنا يلجأ الباحث إلى المنهج شبه التجريبى .
فيختار مجموعة من (المدمنين) أو (المدخنين) كمتغير مستقل ومجموعة أخرى من الأصحاء كمتغير تابع ، ويرى الفرق بين كل مجموعتين . وبهذا يصل الباحث إلى نتائجه المطلوبة دون مخالفة القيم الأخلاقية وحقوق الإنسان أو تعريض مجموعات البحث للخطر أو المهانة.
فـــــــــــروع علـــــــــــــم النفـــــــس
وتعدد الإهتمامات النفسية
اتسعت دائرة دراسات علم النفس فشملت ظواهر نفسية متعددة وظهرت له عدة تخصصات فرعية دقيقة ويمكن تصنيف هذه المجالات فى مجموعتين . فروع اساسية وفروع تطبيقية .
أولاً : الفروع الأساسية لعلم النفس
تهدف الفروع الأساسية لعلم النفس إلى الوصول إلى قوانين السلوك بغض النظر عن إمكان الإستفادة منها عملياً أم لا . ومن هذه الفروع .
علم نفس التعلم : وهو يدرس قوانين التعلم .
علم النفس الشخصية : وهو يدرس الشخصية وأنماطها وأبعادها .
علم النفس الإرتقائى : وهو يدرس ارتقاء سلوك الفرد عبر مراحل النمو العضوى . من لحظة الحمل حتى الوفاة .
علم النفس المعرفى : وهو يدرس العمليات المعرفية العليا لدى الإنسان .
ثانياً : الفروع التطبيقية لعلم النفس
وهى تهدف إلى استثمار معرفتنا بقوانين السلوك فى مختلف المجالات . ومن هذه الفروع :
(1) علم النفس التربوى : وهو يهتم بتطبيقات قوانين علم النفس فى مجال التعلم .
(2) علم النفس التنظيمى أو الإدارى : وهو يستثمر حقائق علم النفس فى مجالات العمل المختلفة .
علاقة علم النفس بالعلوم الأخرى
يشترك علم النفس فى دراساته مع بعض العلوم الأخرى التى تدرس الإنسان وعلى سبيل المثال :
علم النفس الفسيولوجى : يدرس الظواهر التى تكون ذات صلة بوظائف الأعضاء مثل الإدراك البصرى والقدرات وتأثير الغدد الصماء على السلوك ... إلخ .
علم النفس العصبى : وهو يدرس تأثر السلوك وارتباطه بالنشاط العصبى وطريقة أداء المخ لوظائفه .
علم النفس الاجتماعى : وهو يدرس تأثير المجتمعات والجماعات البشرية على سلوك الفرد .
علم النفس الإكلينكى : وهو يدرس – مع الطب النفسى – الأمراض النفسية والإختلالات السلوكية عند بعض الأفراد وهناك إلى جانب ذلك كله علم النفس البيئى وعلم النفس الصناعى وعلم النفس الحربى وعلم النفس الحضارى وغيرها .
دوافع السلوك الإنسانى
الفرق بين الإنسان وبقية الكائنات الحية ، وبين الجمادات هى أن الإنسان وبقية الكائنات الحية تقوم بسلوكها لتحقيق أهدافها نتيجة دوافع داخلية توجد فيها . كما أن استجاباتها للمنبهات الخارجية لا تكون مجرد ردود أفعال لهذه المنبهات أما الجمادات فتكون ردودها بمثابة أفعال منعكسة تتم بطريقة آلية .
تعريفات أساسية
الحــــــــاجـــــــــــــــة :
هى افتقاد الكائن الحى لشئ ما ، يترتب عليه توتر بدفع الكائن الحى لإشباع الحاجة وقد تكون الحاجة داخلية ( كالحاجة إلى الطعام والماء والهواء) أو اجتماعية ( كالحاجة للإنتماء أو التفوق أو الإنجاز المرتفع) .
الـــــــــــدافـــــــــــــــــع :
هو حالة داخلية من التوتر تدافع الكائن الحى إلى القيام بسلوك لإشباع الحاجة أو تحقيق الهدف ويتحكم الدافع فى تحديد نوع واتجاه الإستجابة وقوتها .
تصنيف الدوافع
أولاً : الدوافع الفسيولوجية
(أ) الدوافع الفسيولوجية الخالصة :
وهى الدوافع التى تحقق توازن البيئة الداخلية للفرد وهى تعتمد على حاجات فسيولوجية . وعدم اشباعها يؤدى إلى هلاك الفرد ومن أمثلتها .
1- دافع العطش : وهو نتيجة للحاجة إلى الماء ... وهو من الدوافع الحيوية التى تساعد على بقاء الإنسان وهو يرتبط بتنظيم الجسم لعملية الحصول على الماء الذى يعتبر مكوناً رئيسياً للدم ولمعظم أنسجة الجسم ، ونقصه يؤدى إلى شعور الإنسان بالعطش مما يدفعه إلى البحث عن الماء لإعادة التوازن الداخلى للجسم .
2- دافع الجوع: وهو يتولد عن الحاجة للطعام وهو من الدوافع الفسيولوجية القوية التى تدفعنا للحصول على الطعام فى حالة نقصه .
(ب) الدوافع الفسيولوجية ذات الطابع الإجتماعى :
وهى دوافع يتطلب اشباعها الإشتراك مع كائن آخر . ويترتب على اشباعها بقاء الفرد ولا يترتب على عدم إشباعها هلاكه . وتتمثل هذه الدوافع فى دافعى الجنس والأمومة .
1- دافع الجنس هو دافع فطرى يقوم على اساس بيولوجى وهو يساعد على حفظ النوع . يعتمد السلوك على نشاط الهرمونات الجنسية ، ويتشكل وفقاً لثقافة المجتمع والنظام الاجتماعى السائد كالأسرة ورعاية الأبناء والقيم الاجتماعية والدينية .
2- دافع الأمومة : هو دافع يقوم على أساس بيولوجى ويتشكل وفقاً للقيم الثقافية والاجتماعية والدينية فى المجتمع كما أنه يتأثر بالخبرات السابقة للأم ودرجة توافقها الشخصي والأسرى وقد أولت المجتمعات الحديثة عناية خاصة بموضوع رعاية الأم للأبناء .
ثانياً : الدوافع النفسية والاجتماعية :
هذه الدوافع تستجيب لحاجات نفسية واجتماعية للأفراد وليس لها أساس بيولوجى وهى نوعان دوافع فردية ودوافع اجتماعية .
الدوافــــــع الفرديــــــــــة
دافع الفضول أو حب الإستطلاع
هو دافع يتولد لدى الإنسان ومعظم الكائنات الحية منذ الطفولة وهو يتحقق باستكشاف البيئة المحيطة وقد لا يرتبط ذلك بالحصول على مكافأة . ويتأثر هذا الدافع بأسلوب التنشئة الاجتماعية فى الأسرة والمدرسة فتشجيع الأطفال يؤدى إلى نمو قدراتهم الإستكشافية والإبداعية أو الإبتكارية والعكس أيضا دافع الاعتماد على النفس :
وهو يتأثر بأساليب التنشئة الاجتماعية للطفل فقد تدعم الأسرة اعتماد الطفل على نفسه فى نشاطاته المختلفة وقد يحدث العكس أيضا .
الدوافـــــع الاجتماعية
دافـــــــــــــع الإنجــــــــــــــــاز
وهو يتمثل فى سعى الفرد لبلوغ أعلى مستوى من الإنجاز تحقق له التفوق فيما يقوم به من نشاط عقلى أو اجتماعى وتساعد التنشئة الاجتماعية فى الأسرة على تنمية هذا الدافع من خلال تشجيع الطفل على الإستقلال والتميز ومحاولة التفوق على الزملاء وقد يحدث العكس أيضا
دافـــــــــــــع الإنتماء :
وهو من الدوافع الاجتماعية الهامة التى تساعد الفرد على التعاون مع الآخرين والتفاعل الإيجابى معهم وهذا الدافع ينتج عن شعور الفرد إلى الجماعة كالأسرة والأصدقاء وإقامة العلاقات معهم مما يساعده على خفض توتره وحل مشكلاته الإنفعالية والاجتماعية .
ترتيب أولويات الحاجات والدوافع
تتدخل فى ترتيب أولويات الحاجات والدوافع عند الفرد عدة عوامل .
ويمكن توضيح العوامل التى تؤثر فى ترتيب الدوافع عند الإنسان على النحو التالى :
1- الدوافع الاجتماعية : التى تعلمها : ( استقلال أم تبعية ) و ( شجاعة أم جبن ) و ( طموح أم تواكل) .
2- السمات الشخصية : مثل : درجة الثقة بالنفس – والإتزان الوجدانى – والإنطوائية –ودرجة تحمل تأجيل الحاجات – والذكاء والقدرات ... إلخ .
3- القيم الإجتماعية : والثقافة الدينية .
4- الخبرات الشخصية : فى الأسرة والمدرسة والأصدقاء .
5- الظروف الاجتماعية : المباشرة ( فى الأسرة ) أو غير المباشرة ( فى المجتمع)
تصنيف دوافع السلوك الإنسانى
أولاً : دوافع فسيولوجية
ثانياً : دوافع نفسية اجتماعية
( هدفها المحافظة على الحياة) وهى نوعان
( هدفها تحقيق حاجات نفسية واجتماعية ) وهى نوعان
دوافع تقوم على اساس توازن البيئة الداخلية للجسم وهدفها المحافظة على حياة الفرد
دوافع ذات طابع اجتماعى وهدفها استمرار النوع
دوافع فردية
دوافع اجتماعية
2- دافع الجوع
1- دافع العطش
2- دافع الاعتماد على النفس
1- دافع الفصول أو حب الإستطلاع
2- دافع الإنتماء
1- دافع الإنجاز
الإنفعــــــــــــــــــــــالات
تعريف الانفعال :
الانفعال حالة وجدانية تنشأ عن مصدر نفسى نتيجة لإعاقة السلوك أو التفكير المعتاد وهو يشمل الفرد كله ، ويؤثر فى كل سلوكه وتعبيراته الظاهرة ، وخبراته الشعورية ووظائفه الفسيولوجية
- ومن أمثلة الإنفعالات : الخوف والغضب والسرور ... إلخ .
العلاقة بين الإنفعالات والدوافع :
تستثار الإنفعالات – غالباً – من منبهات خارجية ، بينما تستثار الدوافع من منبهات داخلية . المنبه الخارجى لا يخلق الدوافع فإذا لم يوجد دافع داخلى كانت للمنبهات الخارجية أى تأثير فى تحريكه ومع ذلك فإن بعض المنبهات الخارجية قد تحرك الدافع كالطعام عندما يراه الجائع .
تعتمد الدوافع على الإنفعالات ، وتستمد منها الطاقة التى تحولها إلى سلوك يسهم فى إرضاء الدافع .( فإشباع الدافع يؤدى إلى السرور والحرمان منه يؤدى إلى الكدر) .
الجوانب الأساسية للإنفعالات :
للإنفعال ثلاثة جوانب أساسية هى :
الإستجابة الفسيولوجية للإنفعال .
الخبرة الشعورية أو التقدير المعرفى الإدراكى للخبرة الإنفعالية .
السلوك الظاهر أو الإستجابة التعبيرية . ويمكن توضيح ذلك على النحو التالى :
(أ) الجانب الفسيولوجى للإنفعال
عندما يتعرض الشخص لخوف شديد أو غضب شديد أو فرح شديد يواجه بعض التغيرات الفسيولوجية التى تنتج عن تنشيط الجهاز العصبى فى المخ لمواجهة الطوارئ وأهم هذه التغييرات هى :
زيادة سرعة ضربات القلب .
زيادة سرعة التنفس واتساع حدقة العين .
زيادة العرق ونقص اللعاب .
زيادة السكر فى الدم لتزويد الكائن الحى بمزيد من الطاقة .
سرعة تجلط الدم ( فى حالة الجروح ) .
تحول الدم من المعدة والأمعاء إلى المخ والعضلات .
ويلاحظ أن شدة الإستثارة الفسيولوجية تزداد فى حالة الغضب الشديد والخوف الشديد والفرح الشديد ، وفى حالة ( الحزن والأسى ) تهبط العمليات الجسمية .
(ب) الخبرة الشعورية أو التقدير الإدراكى المعرفي للإنفعال :
تقديرنا للموقف يسهم فى تشكيل خبرتنا الانفعالية وتفسيرنا له على معرفتنا لطبيعته .
مثال : إذا رأيت سيارة تنحدر بسرعة وهى متجهة إليك ، فإنك تخاف خوفاً شديداً ولكنك إذا علمت أن هذه السيارة لعبة من لعب الملاهى ، فإن خوفك سيقل.
(جـ) السلوك الظاهر أو الإستجابة التعبيرية أو التعبيرات الإنفعالية :
التعبيرات الإنفعالية وخاصة تعبيرات الوجه تخدم عملية التخاطب من خلال توصيل التعبير الإنفعالى للآخرين ، فإظهار الشخص انفعال للآخرين يساعدهم على الإستجابة الملائمة له وتقديم العون له .
مثال : النظر إلى شخص خائف يدل على وجوده فى خطر ويحتاج لمساعدة . إدراكنا لشخص فى حالة غضب يجعلنا تتوقع منه أن يتصرف تصرفاً مفاجئ وعنيف فنكون على حذر منه .
كيفية تقدير وتمييز الإنفعالات
يمكن التمييز بين الإنفعالات وفقاً لعدد من الأبعاد يمكن قياسها وتقديرها وأهمها :
الطابع الوجدانى وهو يتراوح بين طرفين أحدهما السرور والآخر الحزن أو الكدر .
الشدة أو الحدة : فقد يكون الإنفعال منخفضاً أو متوسطاً أو مرتفعاً .
المدة أو الإستمرار : فقد يستمر الإنفعال لفترة قصيرة أو قد تطول مدته نسبياً .
البساطة أو التعقيد : فقد تكون الإنفعالات بسيطة أو معقدة ومتداخلة .
تأثير الإنفعالات على التوفق النفسى والاجتماعى
تساعد الإنفعالات على التكيف مع ظروف البيئة الخارجية ، والتوافق النفسى والاجتماعى مع الآخرين فالخبرات الإجتماعية السارة تشجع الفرد على بذل مزيد من الجهد والكفاح . والخبرات الإنفعالية المكدرة تعلمه تجنب الواقف المسببة لها .
إذا كانت الخبرة الإنفعالية ضعيفة ومنخفضة كان الأداء العقلى ضعيفاً وقل الاهتمام والتركيز . ويصل الأداء العقلى إلى أعلى مستواه مع وجود درجة متوسطة من الإنفعال وينخفض مع وجود درجة عالية أو مرتفعة من الإنفعال نتيجة التوتر الذى يشتت الإنتباه والتفكير.
إن الأفراد الأسوياء يتميزون بالقدرة على التحكم فى انفعالاتهم كما يتميزون بالصحة الجسمية والنفسية الجيدة . بينما الافراد الذين تتسم انفعالاتهم بالشدة والحدة غير المبرر ينهكون طاقاتهم الجسمية مما يؤدى إلى الأمراض النفسية والجسمية لهم .
الإحســــــــــاس
الإحساس هو أبسط العمليات المعرفية ، وبها يتم اكتشاف المنبهات أو المثيرات ، والتمييز بينها أو المثيرات ، والتمييز بينها ، وهو الخطوات الأولى لجميع العمليات المعرفية الأخرى الأكثر تعقيداً مثل الانتباه والإدراك والتعليم والتذكر.
الأجهزة الحسية :
توجد لدى الكائنات الحية أجهزة حسية متخصصة فى جميع المعلومات عن البيئة تسمى الحواس .
والشائع بين الناس أن عددها خمسة ، هى السمع والبصر والشم والتذوق واللمس وقد أضيف إليهم حاسة سادسة عند بعض الأشخاص ( بالإستشفاف والتخاطر) .
عدد حواس الإنسان . هل هى خمسة ؟
كان المعتقد قديماً أن حواس الإنسان خمسة هى : حاسة البصر ، وحاسة السمع ، وحاسة الشم ، وحاسة التذوق ، وحاسة اللمس . ولكن العلماء الآن يرفضون اعتبار ( حاسة اللمس ) حاسة واحدة. فقد قاموا بتحليلها إلى ( خمس حواس ) هى التلامس ، والضغط والحرارة، والبرودة ، والألم ، وهى تفيد فى معرفة خصائص الأشياء التى تلمس سطح الجلد . كما أضافوا إلى الحواس السابقة (حاستين أخرتين ) تسميان ( بالحواس الجسمية ) وهما .
الإحساس بالحركة : وعن طريقها يعرف الإنسان وضع جسمه أثناء الحركة فإذا وضع الإنسان يده فوق رأسه وهو يغمض العينين ، يعرف موضع يده .
الإحساس بالتوازن : وعن طريقها يعرف الإنسان اتجاه جسمه عند الدوران أو الميل أو التأرجح .
وبناء على ذلك تصبح حواس الإنسان ( أحد عشر حاسة ) .
مكونات عملية الإحساس
تسير عملية الإحساس فى أربع خطوات هى :
التنبه أو ( الإستثارة ) . الإستقبال .
تحويل الطاقة من صورة إلى أخرى . تسجيل الطاقة .
ويمكن توضيح ذلك على النحو التالى :
أولاً : التنبيه أو الإستثارة :
هو الخطوة الأولى فى عملية الإحساس وبدونه لا يحدث و إذا كان علماء الفسيولوجيا يهتمون بدراسة نشاط العضو الحاس فإن علماء النفس يهتمون بطبيعية الإحساس ذاته ، وكذلك هم يهتمون بمعرفة خصائص الإحساس من حيث شدته ودرجته ونوعه .
شدة الإحساس ودرجته
يبدأ الإحساس بوجود منبه (على درجة مناسبة من الشدة) ( وهى ما يسمى بالعتبة المطلقة ) يتأثر به أحد أعضاء الحس .
ں وإن قلت شدة المنبه عن هذه الدرجة لا يحدث الإحساس
ں وإذا زادت درجة حدة المنبة بحيث يشعر الفرد بالفارق بين الدرجتين ؛ نكون أمام ( العتبة الفارقة )
وتسمى الدرجة القصوى من شدة المثير (بالعتبة القصوى) . والمنبه يكون قادراً على استثارة عضو الحس ، وتتحقق عملية الإحساس ، إذا كان مداه يتجاوز ( العتبة المطلقة) ويقل عن (العتبة القصوى).
ويمكن توضيح الفوارق بين العتبات الثلاثة على النحو التالى :
العتبة المطلقة
العتبة الفارقة
العتبة القصوى
ں وهى درجة شدة أو حدة المثير اللازمة لحدوث الإستثارة ، وهى تمثل الحد الأدنى اللازم للوعى بالمثير واكتشافه واستقباله.
ں مثل درجة الصوت اللازم لسماع الكلام أو الصوت .
ں ودرجة الضوء اللازمة لرؤية شئ ... إلخ .
ں ودرجة شدة الرائحة اللازمة للإحساس بها
ں وهى اختلاف الدرجة فى الشدة أو الحدة للمثير بحيث نحس بوجود فرق بين درجة الإستثارة السابقة والدرجة التى تليها .
ں كالفرق فى درجتين مختلفتين من الصوت على نحو ما يحدث عندما نستمع مثلاً إلى شخص يتكلم بعيداً عن الميكروفون ثم يقرب إليه الميكروفون .
ں أو كالفرق بين ضوء الشمعة وضوء المصباح عندما ينقطع تيار الكهرباء وعند حساب العتبة الفارقة وجد أنها تساوى 1 ÷ 10
ں وهى تتمثل فى أعلى درجة حدة أو شدة للمثير .
ں كالصوت فى أعلى درجاته أو الضوء فى أقصى شدته .
ں ولا يستطيع الإنسان أن يتعامل مع الدرجة القصوى للإستثارة ( كالإستماع إلى صوت انطلاق صاروخ ) أو ( التحديق فى ضوء الشمس )لأن هذا المستوى يؤذى عضو الحس أو يتلفه أو يسبب ألماً لصاحبه .
ں ولذلك فالبحث فى العتبات القصوى يوصلنا إلى تقديرات تقريبية لمستوى أدنى فى الإستثارة من حدود الشعور بالألم .
نوع الإحساس :
بعض الأصوات يكون حاداً وبعضها الآخر يكون غليظاً فصوت العصفور حاد بينما صوت البقرة غليظ .
وفى الآلات الموسيقية الجيتار تكون الأصوات الصادرة عن الأوتار القصيرة حادة بينما تكون الأصوات الصادرة عن الأوتار الطويلة غليظة ، و ( الصوت الحاد) وكذلك ( الصوت الغليظ ) هما أنواع من الصوت . ولكن ( ارتفاع الصوت) أو (انخفاضه ) هما خصائص للصوت وبذلك يكون لدينا أربعة أمثلة للصوت : صوت حاد عال أو مرتفع وصوت حاد منخفض وصوت غليظ عال وصوت غليظ منخفض .
ثانياً : الإستقبال :
ں تقوم الحواس المختلفة باستكشاف المعلومات الحسية المرتبطة بها ( وهى أشكال من الطاقة التى يمثلها المثير ( صوت – رائحة ... إلخ ) .
ں ويقوم عضو الحس – من خلال الخلايا العصبية التى توجد فيه – باكتشاف واستقبال الطاقة المتخصصة فى استقبالها .
ں فشبكية العين تستقبل الضوء فى صورة موجات كهرومغناطيسية .
ں وقوقعة الأذن تستقبل الصوت فى صورة ذبذبات . وهكذا بقية الحواس .
ں و يلاحظ أن كل استقبالات أعضاء الحس – ماعدا المستقبلات الحسية الجلدية – تقع داخل الجسم حتى يمكن المحافظة عليها .
ثالثاً : تحويل الطاقة :
فى المرحلة الثالثة يتم تحويل الطاقة الخارجية إلى صورة أخرى من صورة الطاقة ، حيث تقوم خلايا الإستقبال الحسية بتحويل الطاقة المستقبلة ، ميكانيكية أو كهرومغناطيسية ، إلى أنواع جديدة من الطاقة يتخذ صورة ( إشارات كهربية وكيميائية) يحولها إلى الجهاز العصبى ( خاصة المخ ) الذى يقوم بدوره بتسجيلها . ويتم انتقال الصورة الجديدة للطاقة إلى المخ عن طريق العصب الحسى المتخصص ، كالعصب السمعى والعصب البصرى ... إلخ .
رابعاً : التسجيل :
عند تصل الإشارات الكهربية أو الكيميائية إلى المخ يقوم جزء من المخ بتسجيل الإشارات الواردة ، فتحدث عملية الإحساس التى تكون اساس العمليات العقلية التالية الأكثر تعقيداً .
الإنتبــــــــــــــــــــاه
تعريف الإنتبــــــــــــــاه
الإنتباه عملية معرفة يتم فيها انتقاء المنبهات أو المثيرات التى يرغب الفرد التركيز عليها – دون غيرها – من بين منبهات حسية عديدة تستقبلها أعضاء الحس المختلفة .
مثل : عندما تصغى لحديث صديق يتكلم معك ، فإن حديثه يبرز فى بؤرة وعيك ، بينما أصوات الأشخاص الآخرين تذوب معاً لتؤلف ما يسمى بالضوضاء ، فالأذن تحلل موجه صوتية شديدة التعقيد يتجمع فيعها أصوات عديدة تركز الأذن فيها على صوت واحد هو صوت صديقك ، ويسمى هذا السلوك أن الشخص فى حالة انتباه .
خصائص الإنتباه :
الإنتباه ( عملية انتقاء ) للمثيرات أو المنبهات حيث يركز فيها الفرد على منبهات معينة دون غيرها فهو يقوم بمهمة المصفاة ( أو الفلتر) لهذا المثيرات .
الإنتباه ( عملية إدراك مبكرة ) وهو يهتم بخلع المعانى والتفسيرات على هذه المثيرات وهو يتوسط عمليتى الإحساس والإدراك .
مدى الإنتباه : يقصد بمدى الإنتباه ( مقدار ما يمكن أن ينتبه إليه الفرد فى المرة الواحدة ) .
وفى تجربة تمت فى القرن التاسع عشر بإلقاء حفنة من البقول على صينية ، وجد أن عدد ما يمكن إدراكه فى نظرة واحدة هو ( حبات .
ں وقد أكد استخدام جهاز العرض السريع ( التاكستوسكوب ) للمثيرات البصرية لفترة وجيزة أن قانون الرقم السحرى للإدراك هو ( 7 ±2)
بعض صورة الإنتباه
(1) تشتت الإنتباه :
معناه تحول الإنتباه من الشئ الذى يركز الشخص عليه إلى منبه آخر يشده إليه على نحو ما يحدث عندما يكون شخصاً مركزاً اهتمامه فى متابعة التليفزيون وتحدث ضوضاء فى الخارج فيقوم ليعرف ما حدث . أو طالب يكون مركزاً فى الإستذكار ثم يستمع إلى أصوات عالية بالخارج فيترك المذاكرة ويخرج ليتابع ما يحدث فى الخارج .
تأثير الضوضاء كعامل مشتت للإنتباه
يتوقف تأثير الضوضاء كعامل مشتت للإنتباه على ما يلى :
ں نوع الضوضاء :
إذا كانت متواصلة يقل تأثيرها ( كالقراءة فى القطار) .
ں نوع العمل : فالأعمال العقلية كحل المسائل الحسابية أكثر قابلية للتأثير بالضوضاء من الأعمال الروتينية البسيطة .
ں إدراك الفرد للضوضاء : فضوضاء المصنع لا تشتت انتباه العامل للتعود عليها ومعرفته بطبيعتها وأنها شئ ضرورى لابد منه .
ں دوافع الفرد للعمل : إذا كانت قوية لا يتأثر الفرد بالضوضاء ، ومع ذلك لابد من بذل جهد أكبر للتغلب على أثر الضوضاء ولكن هذا الجهد الكبير فى العادة يؤدى إلى التعب والتوتر وكثرة الأخطاء وضعف تركيز الإنتباه .
2- توزيع الانتبـــــــــــــاه : هل يمكن الإنتباه لمثيرين أو القيام بعمليتين أو أكثر فى وقت واحد ؟
تؤكد نتائج البحوث أننا نستطيع القيام بعدة أعمال فى وقت واحد ، ولكن يتوقف ذلك على ما يلى :
(1) إذا كان المثيران مألوفين لدى الشخص . ( كسماع أغنية وقيادة سيارة فى طريق مألوف)
(2) إذا كان أحد المثيرين يتطلب استجابة اتوماتيكية تلقائية . ( كحديث سائق السيارة مع شخص جالس بجواره ) .
(3) إذا كان المثير الأول يرتبط بالمثير الثانى .(كالكتابة على الآله الكاتبة وقراءة النص فى نفس الوقت ).
(4) إذا كان من الممكن التحول بسرعة بين المثيرين . ( كالشخص الذى يتحدث إلى اثنين فى وقت واحد حيث يسهل عليه تحويل تركيز الإنتباه من أحدهما للآخرين) .
[3] تركيز الإنتباه :
قد يستقبل عضو الحس شيئين فى وقت واحد فيلاحظ أحدهما ، ولا يلاحظ الآخر ، ويرجع ذلك لعوامل جذب الإنتباه ، ويتركز ، وبعض هذه العوامل تتصل بالمثير وتشمل حجمه وشدته ولونه وحركته وبعضها يتصل بالشخص الملاحظ وتشمل إلفه الشخص بالمثير ودرجة جاذبيته له ودوافعه وميوله نحوه . وبعض هذه العوامل موضوعية يتصل بالمثير وبعضها ذاتى يتصل بالشخص الملاحظ .
تركيز الإنتباه والعوامل المؤثرة فيه
أولاً : العوامل الموضوعية الخارجية :
طبيعة المثير : فالأغنية أكثر إثارة للإنتباه من الكلام العادى .
تغير المثير : فالمثير المتغير أكثر جذباً للإنتباه من المثير الذى يتكرر على وتيرة واحدة ( فإيقاع الصوت المتغير أثناء المحاضرة يجذب الإنتباه أكثر من إيقاع الصوت الذى يستمر على وتيرة واحدة).
موضع المثير : فالصفحة الأولى والأخيرة فى الصحيفة اليومية أكثر جذباً للإنتباه من الصفحات الداخلية والإعلان الذى يكون فى مستوى البصر أكثر جذباً للإنتباه من الإعلان الذى يكون أعلى أو أقل من مستوى البصر .
حركة المثير : فالمثير المتحرك أكثر لفتاً للإنتباه من المثير الثابت ( كالإعلانات الضوئية المتحركة ) .
شدة المثير : المثير القوى يلفت الإنتباه أكثر من المثير الضعيف بشرط ألا تصل هذه القوة إلى (العتبة القصوى) .
ثانياً : العوامل الداخلية الذاتية
الدوافع : فالدوافع والميول الحاجات والرغبات تلعب دوراً هاماً فى توجيه الشخص نحو مثيرات معينة . ( فالعروس التى تنشغل بشراء ملابس العرس تكون أكثر انتباها للإعلانات عن ملابس العرائس ) ، وشعر رأس الإنسان أكثر ما يجذب انتباه الحلاق كما أن أحذية الناس أكثر ما يجذب انتباه ماسح الأحذية .
التوقع : فحينما يتوقع الشخص وصول أحد اصدقائه لزيارته فى وقت معين ، فإنه يتنبه إلى وقوع الخطوات على السلم .
التعود : التعود على نوعية نوعية معينة من المثيرات تلفت انتباه الشخص أكثر من المثيرات التى لا يكون الشخص متعوداً عليها . ( كالإستماع إلى جملة عربية فى فيلم اجنبى).
الراحة والتعب : يكون الشخص أكثر انتباهاً إذا حصل على قدر من الرحة ، ويكون أقل انتباها فى حالة التعب .
وقد استفاد الإنسان من العوامل المؤثرة فى الانتباه ، فى تصميم إعلانات جيدة وفى المجالات التطبيقية فى الحياة ، مثل إعداد الإشارات التحذيرية ، وعلامات المرور ، وأيضا فى الصحافة والتدريس ، حيث تسعى هذه كلها إلى جذب انتباه الإنسان .
الإدراك
الإدراك :
هو العملية المعرفية التى تخلع معنى ودلالة على المثيرات التى يتم الإحساس بها أو الإنتباه إليها ، وعن طريقها يتم تفسير وتأويل المثيرات الحسية وصياغتها على نحو يمكن فهمه .
قوانين الإدراك : يخضع الإدراك لعدة قوانين أساسية يمكن توضيحها على النحو التالى :
أولاً : القانون الأساسى للإدراك : قانون الكل اكبر من مجموع أجزائه : وهو يعنى أننا ندرك ( الشكل الكلى للمثير) ولا ندركه كأجزاء منفصلة .
مثلاً هذه الكلمات : أيمن – أمين – مينا – مناى – ينام – نيام – نامى ...إلخ . فنحن نقرأ كل كلمة منها كوحدة واحدة ولا نقرؤها حروفاً متفرقة ، علماً بأنها جميعاً تتكون من نفس الحروف (أى م ن )
وقد تم التوصل إلى هذا القانون بفضل دراسات مدرسة الجشطلت ، وهو يعتبر القانون الأساس للإدراك .
ثانياً : قانون الشكل والأرضية :
يهتم (قانون الشكل والأرضية ) بتحديد العلاقة بين مثيرين أو منبهين : أحدهما أكثر بروزاً من الآخر ويطلق على المثير الأساسى البارز اصطلاح ( الشكل) . ويطلق على المثيرات الأخرى الأقل بروزاً اصطلاح ( الأرضية) . ففى الأغنية يكن ( صوت المطرب ) هو ( الشكل ) والموسيقا المصاحبة له هى ( الأرضية وفى صور الأشخاص يكون ( الوجه أو الشخص) هو ( الشكل ) وما خلفه هو ( الأرضية )
ں وإذا تساوى ( الشكل مع الأرضية ) فى البروز يحدث ( غموض إدراكى) والعكس.
فإذا نظرناً إلى الشكل رقم(2) حيث يتساوى الشكل مع الأرضية فنحن نستطيع أن نرى فيه صورة (كأس) أو صورة شخصين ينظر كل منهما للآخر. وفى الشكل رقم (1) نستطيع أن نرى صورة ( سيدة عجوزة ) أو ( فتاة صغيرة جميلة) . فنحن لا نستطيع أن نرى فراشة خضراء على ورقة شجرة خضراء بسبب الغموض الإدراكى الناتج عن تشابه الشكل بالأرضية . ولكننا نرى بسهولة فراشة بيضاء على ورقة شجر خضراء بسبب بروز الشكل (الفراشة) عن الأرضية ( ورقة الشجر) .
ثالثاً : قانون ثبات الإدراك :
وهو يعنى أننا ندرك الأشياء من حولنا بحجمها الطبيعى الحقيقى، وشكلها ولونها ، رغم أنها دائمة التغير تبعاً لدرجة بعدها أو قربها عن عضو الحس .
ں فراكب الطائرة يدرك البيوت والطرق والأشجار بحجمها ولكنه يدركها بحجمها الطبيعى ، رغم أنها تبدو لعينيه صغيرة للغاية
وسائق السيارة يرى فى المرآة العربات والسيارات والأشجار والمنازل أصغر من حجمها ولكنه يدركها بحجمها الطبيعى .
رابعاً : قوانين التجميع :
قانون التشابه، وقانون التقارب وقانون الإنتظام ، وقانون الإستمرار والإتصال ، وقانون الإغلاق وقانون السياق .
(1) قانون الإغلاق :
ں نحن ندرك ( المثيرات غير الكاملة ) على أنها ( مثيرات كاملة ) وذلك بسد الفجوات التى توجد فيها بحيث يصبح لها معنى ودلالة .
ں فنحن ندرك الكلمة الخطأ فى الكتاب المطبوع إدراكاً صحيحاً .
(2) قانون السياق :
ں نحن ندرك معنى المثير وفقاً للمثيرات التى تسبقه أو تصاحبه أو تلحقه .
ں فالحرف الأوسط فى الشكل التالى :
ں إذا قرأناه أفقياً فى سياق الحروف الهجائية يكون حرف B
ں وإذا قرأناه رأسياً فى سياق الأعداد الحسابية يكون رقم 13 وهكذا .
ں وقانون السياق يساعدنا كثيراً فى فهم الكلمات الغامضة أو الجديدة فى سياق النص فى تصويب بعض الكلمات الخاطئة فى الطباعة . وتتأثر هذه العملية ببعض العوامل الذاتية لدى المدرك مثل الدافعية وخبرته السابقة ودرجة تأهبه لإدراك المثير .
بعض الخبرات الإدراكية غير العادية
قد يتعرض الإنسان لبعض الخبرات الإدراكية غير العادية ، مثل ( الخداع الإدراكى) . و ( الهلاوس) ، ويمكن توضيحها على النحو التالى :
(أ) الخداع الإدراكى : هو إدراك حسى خاطئ يحدث فيه سوء تأويل للمثيرات التى تتعرض لها فى الواقع .
ں وهو يعتبر ظاهرة نفسية طبيعية يتعرض لها معظم الناس .
ں ومن أمثلتها خداع الطول أو المسافة ويسمى ( خداع موللر – لاير) ومثاله فالمستقيم (ج د) يبدو لنا هنا أطول من المستقيم ( أ ب ) رغم أنهما متساويان فى الطول وقد حدث هذا الخداع بسبب اتجاه الأسهم .
وقد ترجع بعض الخداعات إلى عوامل خارجية مثل خداع الطول ومن أمثلتها حسب قانون الإنكسار (العصا فى الماء تبدو لنا وكأنها مكسورة ) . أو قد ترجع إلى ( عوامل ذاتية ) نتيجة لعوامل التوقع أو التأهب . ( فإذا كنت تنتظر صديقاً فأنت تظن أن الشخص القادم من بعيد هو صديقك)
(ب) الهلاوس
هى اضطرابات سلوكية يدرك فيها الشخص مثيرات لا وجود لها فى عالم الواقع وقد تكون هذه الهلاوس ( بصرية ) أو ( سمعية ) أو (لمسية ) أو غير ذلك .
تعتبر الهلاوس من علامات الدهان ( وهو مرض عقلى ) كما يعانى منه مدمنو المخدرات وقد تصدر الهلاوس من بعض المرضى بالحمى الشديدة أو الذين يعانون من الحرمان الحسى وهذه الهلاوس لا تكون مرضية ، لأنها تزول بزوال المرض أو الحرمان
التعلم وأسس الاستذكار
أولاً : معنى التعلم :
التعلم هو تغيير شبه دائم فى الأداء يحدث استجابة لمثير أو موقف نتيجة للخبرة أو الممارسة أو التدريب أى هو تغير فى الأداء نتيجة لإكتساب الخبرة . ولا تعتبر التغييرات السلوكية الطارئة نتيجة التعب أو تناول عقار معين تعلماً لأنها تغييرات مؤقته ويتطلب حدوث التعلم توفر عدة شروط منها .
(1) النضج العضوى (2) النمو العقلى (3) الدوافع و الممارسة .
وقد حاول علماء النفس قديماً تفسير حدوث التعلم بإجراء تجارب على الحيوانات للوصول إلى القوانين التى تحكم عملية التعلم ولكن هذه التجارب لم تكن كافية لتفسير حدوث التعلم الإنسان فى موقف التعلم المدرسى .
كيف نتعلم فى المدرسة :
إن حب الإستطلاع عند الإنسان لا يدفعه فقط إلى التعلم ولكنه يريد أيضا أن يعرف كيف يتعلم ثم كيف يحسن طريقته فى التعلم ، وفى الربع الأخير من القرن العشرين . اهتم علماء النفس بوضع وتطوير تصورات عن كيفية حدوث التعلم الإنسانى واستخدموا طرقاً جديدة تقوم على وصف المتعلم لطريقة تعلمه بدلاً من أن يصف العالم طريقة تعلم الطلاب وهذه احدى الطرق الجديدة فى التعلم هذا شكل بيانى يوضح معدل التغير التكنولوجى فى مجال الإتصالات . يشير المحور الأفقى على تاريخ اكتشاف الجهاز . ويشير المحور الرأسى إلى عدد السنوات التى سبقت انتشاره . ادرس هذا الشكل واكتب تقريراً عن المعلومات التى اكتشفتها فيه وثم علق عليه اقرأ بعد ذلك تعليقين آخرين لاثنين من الطلاب ثم التحليل النفسى لكل منهما
تصور مستويات المعالجة
تقرير الطالب عن هذا الشكل
يكتب الطالب أو الطالبة تقريراً فى ورقة خارجية عن المعلومات التى يخرج بها من هذا الشكل
يقوم المعلم أو المعلمة بتحليل تقرير الطالب أو الطالبة .
مثال على المستوى السطحى للمعالجة
يقول الطالب الأول : إنه فى القرن العشرين تم اكتشاف أربعة أجهزة .
وفى القرن التاسع عشر تم اكتشاف جهازين فقط وفى القرن الثامن عشر تم اكتشاف الآله الكاتبة فقط . ويلاحظ أن الإكتشافات تتحقق بسرعة أكبر
هذا الطالب يسعى لحفظ الحقائق والمعلومات دون أن يفكر فيها . ولا يحاول نقدها أو تأكيدها والبرهنة عليها بمعلومات سابقة لديه .
فالذى يهمه هو تذكر المعلومات ليوم الإمتحان وتحقيق النجاح .
وهو لذلك يستخدم طريقة التسميع وتعليم الصم للمعلومات الهامة بدلاً من محاولة فهم المعانى
مثال على المستوى العميق للمعالجة
يقول الطالب الثانى : أنه من الوضح فى الرسم أنه كلما مضى . الزمن زادت الاختراعات الخاصة بالإنسان . وقلت مدة ما قبل الإنتشار . فالعلاقة بين مرور الزمن ومدة ما قبل الإنتشار عكسية .
- يدل أيضا على عدم الإتصال بين الناس وانتشار الجهل فى الزمن الماضى وصعوبة التوصل إلى اختراع ويستغرق انتشار مدة أطول
وهذا الطالب يهمه الوصول إلى معنى النص واستنتاج هدف المؤلف منه عن طريق تحليله والكشف عن الروابط بين أجزائه وبين خبرات المتعلم السابقة .
ثم بعد ذلك يحدد موقفه من النص سواء بتأكيده أو برفضه .
مثال على المستوى العميق للمعالجة
إن بعض الإختراعات تشجع المخترعين على اختراعات جديدة مثل بطارية الترانزستور تلاها قمر الإتصالات ثم شريحة السليكون . وأن عدد الاختراعات تضاعف من قرن لآخر فقد ظهر فى القرن الأول اختراع واحد وفى القرن الثانى اختراعات وفى القرن الثالث أربعة إن الألهة أصبحت مهمة للإنسان فشريحة السليكون التى أدخلت العالم فى الجيل الثالث للكمبيوتر انتشرت بسرعة بعد سنوات قليلة
وهذا الموقف الإستنتاجى يتطلب من المتعلم جهداً معرفاً إضافياً يدفعه إليه احساسه بضرورة فهم النص ومعرفة هدف المؤلف منه .
ويرى مارتون وسالجو أن الطلاب يتقدمون من المستوى السطحى للمعالجة التى يقوم على الحفظ إلى المستوى العميق للمعالجة الذى يقوم على مناقشة التفاصيل التى تم حفظها للوصول إلى فهم النص .
وهذا يعنى أن المستوى العميق للمعالجة يتم مروراً بالمستوى السطحى لها .
طرق التعلم الجيد : عندما يتم تحديد السلوك الذى يجب تعلمه ، بالتحكم فى الظروف التى تؤثر فيه من أجل تحسينه كما وكيفا يتحقق التعليم . وللتعليم طرق كثيرة هاتان هى أكثر الطرق شيوعاً .
الإتجاه التسلطى Authoritaranism : وهو يشمل طرق التعليم التى تتم عن طريق الشرح والتفسير ، وتقدم المادة العلمية للمتعلم فى شكل نهائى جاهز عليه أن يستقبله دون القيام بجهد لإكتشافه
الإتجاه الكشفى Discovery : وفيه يقوم المتعلم بدور إيجابى فى اكتشاف المحتوى الدراسى الذى يجب أن يتعلمه مما يستقبله من معلومات .
أسس الإستذكار الفعال : إلى جانب المبادئ السابقة هناك الأسس تفيد فى عملية الإستذكار الفعال يمكن توضيحها على النحو التالى :
ں أولاً : الإنتباه ، وهو يقوم دوراً هام فى تحسين طرق الإستذكار ويمكن تحقيق تركيز الإنتباه فى المذاكرة عن طريق :-
تخصيص وقت معين للإستذكار .
تخصيص مكان للإستذكار ( وتحاشى المذاكر فى غرفة النوم).
بذل بعض المجهودات البدنية( كتحريك الجسم الجلسة المعتدلة ) .
التدريب على الإستذكار فى الظروف المتغيرة ( كالهدوء والضوضاء ) .
التخلص من المشكلات النفسية والعاطفية والاجتماعية ، وعدم التركيز عليها أثناء المذاكرة .
ثانياً : زيادة الرغبة فى الإستذكار ( أى وجود دافع قوى للمذاكرة ) . ويمكن تحقيق ذلك عن طريق :
وضع أهداف يسعى الطالب إلى تحقيقها فى دراسته للمادة العلمية ( كالنجاح ) أو ( التفوق )
التنافس مع الذات أو مع الآخرين .
تخصيص وقت محدد للإنتهاء من استذكار المادة العلمية والحرص على تنفيذ ذلك
ثالثاً : المشاركة النشطة ( الدور الإيجابى للمتعلم ) ويمكن تحقيق ذلك عن طريق :
المراجعة ، وتكون بين وقت وآخر لما سبق تحصيله حتى لا يحدث نسيان .
تلخيص المادة وتدوين مذكرات وملاحظات وأسئلة عنها .
رابعاً : استخدام طرق القراءة الجيدة : ويمكن تحقيق ذلك عن طريق :
قراءة ( المادة ككل ) أولاً ثم دراستها ( تفصيلياً بعد ذلك .
الربط بين ( المعلومات الجيدة ) و (المعلومات السابقة)
معرفة (المبادئ العامة ) التى تندرح تحتها ( التفاصيل ) .
استخدام عادات جيدة فى القراءة . ( كالصوت المناسب والتخليص ووسائل الإيضاح ...إلخ )
الثلاثاء يناير 30, 2018 12:24 pm من طرف أبويحيى
» كتاب:موسوعة ألف اختراع واختراع - التراث الإسلامي في عالمنا المؤلف :البروفيسور سليم الحسني
الأربعاء يناير 24, 2018 10:03 pm من طرف أبويحيى
» أخبار برشلونى اليوم
الأربعاء يناير 24, 2018 9:48 pm من طرف أبويحيى
» روابط مشاهدة جميع المباريات بدون تقطيع
الأربعاء يناير 24, 2018 9:44 pm من طرف أبويحيى
» منج الفلسفة والمنطق لعام 2016 الجديد
الأحد سبتمبر 13, 2015 8:38 pm من طرف أبويحيى
» مذكرة الصف الأول الثانوى الجديد لعام 2015
الأربعاء مارس 18, 2015 8:00 pm من طرف أبويحيى
» تحميل لعبة كرة القدم pes 2015 مجانا ً وبروابط مباشرة
السبت يناير 24, 2015 11:59 am من طرف أبويحيى
» اقوى مذكرة ادب وورد للصف الاول الثانوى مدعمة بتدريبات الاسئلة بمواصفات جديدة لواضع الاسئلة 2014
الإثنين أكتوبر 20, 2014 12:06 am من طرف أبويحيى
» مذكرة الاستاذ عبدة الجعر مراجعة قصة ابو الفوارس فصل فصل شامل كل الاسئلة الامتحانية بمواصفات 2014
الإثنين أكتوبر 20, 2014 12:04 am من طرف أبويحيى